لندن ـ وكالات
هل تصدق أنه كلما زاد عدد أصدقائك علي الفيسبوك زاد الضغط النفسي والعصبي الواقع عليك، ليس هذا رأينا لكنه نتيجة دراسة أخيرة أجرتها إحدي الجامعات.ورغم أن النتائج قد تبدو للبعض ساخرة وقد تصدم البعض الآخر، فإنها تستند إلي عدد من الحقائق منها ضرورة كتابة شيء لمجاملة الآخرين وإشعارهم بالرضا. وقد يأتي الضغط من الشعور بضرورة استباق الأحداث وتفشي شعور بضرورة الرد علي كل ما يكتب, أو حتي التجاوب معه. ووفقا للدراسة إذا زاد عدد الأصدقاء عن 300 شخص أو كان من بين الأصدقاء أصحاب العمل أو الأبوان يزداد الضغط بشكل واضح علي أصحاب حسابات الفيسبوك. ويشبه الخبراء الفيسبوك بحفلة كبيرة يلتقي فيها المرء بكل أصدقائه. وهناك يمكنه أن يرقص, ويتناول ما يحب, ويتبادل مع أصحابه لحظات المرح. لكن في وجود أبويه, أو مديره , فالأمر يختلف، وقد يضعه هذا في مآزق اجتماعية عديدة. ويري الخبراء أن الضغط يأتي من أن كل منا يتصرف بطريقة مختلفة إلي حد ما في كل لقاء يجمعه بالآخرين , فسلوكه أثناء تواجده في حضرة والديه, يختلف عن سلوكه أمام مديره, وعن سلوكه مع صديقه أو خطيبته أو طبيب أسنانه . وكلها قد تكون فروق بسيطة في التصرف, لكن المرء لا يحب للآخرين أن يطلعوا عليها, وهو ما لا يجوز مع منصة عامة مثل الفيسبوك. من ذلك مثلا بعض السلوكيات التي قد يستهجنها الآخرون مثل تناول الكحوليات أو التدخين أو بعض التصرفات البسيطة مثل استخدام كلمات دارجة بين الأصدقاء, وحتي النكات والتعليقات التي قد يتناولها المرء مع أصدقائه تحتلف عن تلك التي قد يتحدث بها إلي مديره. أي أن اختلاف السياق يقضي باختلاف الحدث الواحد. ووفقا لدراسة مركز بيو فإن 80% من الآباء الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية يصادقون أبناءهم علي الفيسبوك, بل ونصفهم يقوم بإرسال رسائل إلي أولادهم عبر الموقع الشهير. كما كشف المسح الذي أجراه موقع " كاريير بيلدير" أن 37% من المديرين يقومون باستخدام الشبكات الاجتماعية في البحث عن معلومات عن راغبي العمل معهم. وحوالي 65% من هذه المجموعة تحديدا تقوم باستخدام الفيسبوك كمصدر أولي للمعلومة. وفي وجود هاتين الفئتين من البشر بالتأكيد يصبح الفيسبوك أشبه بكاميرا تراقب تصرفات الشخص أكثر منه مكانا للقاء الأصدقاء والاستمتاع معهم.