لندن ـ وكالات
يلعب التمثيل الغذائي الجيد دوراً مهماً في إنقاص الوزن. وأوضح آخيم بوب من المعهد الاتحادي لأبحاث التغذية والمواد الغذائية «ماكس روبنرا»، أن عملية التمثيل الغذائي تعمل على مناطق متعددة داخل الجسم، لكن أهمها هي عملية التمثيل الغذائي للطاقة، التي تعمل بشكل أساسي على معالج الكربوهيدرات والدهون وإمداد خلايا الجسم بها في صورة طاقة. ويقول البروفيسور إنغو فربوزه من المركز الصحي التابع للجامعة الرياضية الألمانية: «إنه تتم التفرقة بين عمليتين أساسيتين للتمثيل الغذائي للطاقة، وهما معدل الأيض (التمثيل الغذائي) الأساسي، ومستوى النشاط الفيزيائي. وأوضح فروبوزه أن معدل الأيض الأساسي هو كمية الطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان في حالة السكون وعدم بذل الجهد من أجل تشغيل وظائف الجسم الحيوية، كالتنفس مثلاً، ومن ثمّ فهو يستأثر بالجزء الأكبر من الطاقة الممتصة، أما مستوى النشاط الفيزيائي فيتمثل في الطاقة التي يتم حرقها أثناء ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية مثلاً.وأضاف الخبير الألماني أن تقييم كفاءة عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم يتم وفقاً لمدى سرعة الجسم في معالجة الطعام ومدى كفاءة استخدامه له؛ لذا إذا تناول أي إنسان لا يُمارس الرياضة كمية معيّنة من الدهون، وكان معدل حرق الدهون لديه غير جيد، سيؤدي ذلك إلى إمداد الدم والخلايا بكميات كبيرة من الدهون. بينما يختلف الأمر تماماً لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، حيث أوضح فروبوزه «تتم معالجة الدهون ويتم تحويلها إلى طاقة لدى هؤلاء الأشخاص بشكل فوري؛ لأن عملية التمثيل الغذائي لديهم تعمل على نحو أفضل». لتوضيح هذا الاختلاف، أجرى فروبوزه مقارنة بين عملية التمثيل الغذائي في الجسم ومحرك السيارة، قائلاً: «يُمكن تشبيه ذلك بسيارتين مزودتين بمحركين مختلفين ومتوقفتين عند الإشارة الحمراء، يزداد معدل حرق إحداهما للوقود عن الأخرى على الرغم من أن الاثنتين في الوضع المحايد. الشيء نفسه يسري على الجسم، الذي تعمل به عملية التمثيل الغذائي بكفاءة جيدة؛ حيث يزداد معدل حرقه للطاقة في حالة الثبات أيضاً». وعلى الرغم من ذلك يغفل الكثيرون أهمية حرق الدهون، ويرجع فروبوزه ذلك إلى إيقاع الحياة المريح، الذي يفتقد للحركة بشكل كبير في وقتنا الحالي، لذا يتم اختزان الدهون داخل الجسم بشكل مباشر بدلاً من حرقها. أما عن الأشخاص الذين يُواظبون على ممارسة الرياضة، فيُطمئنهم فروبوزه بأنه لا يوجد أي داعٍ للقلق من اختزان الدهون بأجسامهم، حتى وإن تناولوا كميات زائدة من الدهون أو الحلويات، موضحاً «غالباً ما يتمتع الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، حتى ولو بقدر ضئيل، بمزيد من الحرية في تناول الطعام أكثر من غيرهم».لذا أوصى فربوزه الأشخاص، الذين يعانون زيادة في الوزن، بضرورة المواظبة على ممارسة تمارين تقوية العضلات ورياضات قوة التحمل، مثل المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات، قائلاً: «ينبغي إدخال الحركة في مهام الحياة اليومية قدر الإمكان لقطع حالة السكون التي يكون فيها الجسم؛ لأنه لا يُمكن تنشيط عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم من خلال اتباع نظام غذائي صحي فحسب». ويؤكد بوب «يُمكن لمَن يواظب على ممارسة إحدى رياضات قوة التحمل تنشيط عملية التمثيل الغذائي للدهون لديه على نحو أفضل؛ حيث يعمل الجسم على حرق الدهون بشكل أسرع عند ممارسة هذه الرياضات».