أطلق سعوديون أمس عبر موقع تويتر جام غضبهم بشأن حادثة الخطأ الطبي بمستشفى بمنطقة جازان جنوبي السعودية الذي تسبب في نقل دم ملوث بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لفتاة في منتصف العقد الثاني من عمرها. وكانت الفتاة المصابة بالإنيميا المنجلية راجعت مستشفى جازان العام منذ يومين ونقلت إليها بالخطأ وحدة من الدم تحمل فيروس مرض الإيذر، وبعد خروجها اكتشف المستشفى أنه أخطأ فأرسل طواقمه لبيت المريضة ونقلها لمستشفى فهد المركزي بجازان. وقد وجه أمير المنطقة محمد بن ناصر آل سعود بالتحقيق العاجل في القضية، كما شكلت وزارة الصحة لجنة للتحقيق الفوري. وعلى أثر هذه الحادثة أشعل المغردون على تويتر "هاشتاقات" تطالب بمحاسبة المسؤول وإقالة وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، وأبدوا في الوقت ذاته تخوفهم من تعرض أحدهم لمثل هذا الموقف، متسائلين عن مصير الميزانية الضخمة لوزارة الصحة التي بلغت هذا العام 54 مليار ريال (14.4 مليار دولار). وتساءل المغردون: كيف يبقى الدم الملوث في بنك الدم؟ وتأتي حادثة فتاة جازان في وقت نشرت فيه وزارة الصحة على موقعها الإلكتروني تصريحا لوزير الصحة حث فيه كافة المرافق الصحية في مختلف مناطق المملكة على "أهمية تطبيق برامج إتقان الجودة والتحسين وسلامة المرضى"، مشيرا إلى أنها من أهم أولويات الوزارة وأحد محاورها الإستراتيجية. وأقامت الوزارة برامج تحسين الأداء الطبي في مرافقها متضمنة إنشاء برنامج رصد الأخطاء الجسيمة في كافة المستشفيات التابعة للوزارة وتصحيحها ورصد الخلل الذي قد يحدث، كنقل الدم الخطأ أو إجراء العملية الجراحية في المكان الخطأ أو على المريض الخطأ. وبلغت مجموع قضايا الأخطاء الطبية المعروضة على الهيئات الصحية الشرعية في السعودية خلال الثلاث سنوات الماضية 5105 قضايا، وفقا لما نشرته صحيفة الشرق السعودية في أول الشهر الجاري. وتصدرت الرياض مدن المملكة من حيث عدد قضايا الأخطاء الطبية بواقع 1174 قضية، تليها جدة بـ762 قضية، ثم عسير بـ729 قضية، في حين جاءت المنطقة الشرقية في المرتبة الرابعة من حيث عدد قضايا الأخطاء الطبية بـ626 قضية.