يتزايد عدد مستعملي دواء الأمفيتامين كمخدر، إذ يجعل متناوله يشعر بالسعادة والانتشاء في وقت قصير جدا، خاصة وأن ثمنه في متناول الجميع تقريبا. ويتم تحضير هذا المخدر بطرق سهلة، لكن عواقب تناوله على صحة المدمنين وخيمة ومدمرة.من منا لم يحلم يوما بأن يشعر كبطل يتحرك بخفة وبدون مشقة ويبقى يقظا لمدة ثلاثين ساعة دون أن يشعر بالتعب والجوع؟. الأمفيتامين المعروف في اللغة العامية بـ Crystal Speed أو Meth يجعل ذلك ممكنا.يندرج الأمفيتامين في خانة المخدرات وعلى ما يبدو فإن له العديد من المزايا: الحصول عليه سهل وثمنه مناسب وتأثيره يدوم طويلا ومن السهل تحضيره. فمحضروه يقتنون أقراص الزكام التي تحتوي على مادة "البسويدو فيدرين" من الصيدلية ويتم مزجها بسائل قابل للاشتعال. ويلجأ بعض محضري المخدرات إلى مزج الأقراص بالزجاج المطحون لتمديد المادة الخام. وبسبب هذا المزج بالزجاج أو غيره من المواد، تكون النتيجة هي مادة حارقة للغشاء المخاطي وهو ما يساعد على تسريع مفعول المخدر.  ويوجد على صفحات الإنترنت طرق تحضير المخدر في المنزل باستعمال أدوية الزكام.ويقوم مستعملو هذا النوع من المخدرات بشم المسحوق أو تدخينه أو شربه مع الماء. وبعد خمس دقائق فقط على شم المسحوق يعطي المخدر مفعوله. فالهرمونات المعروفة بهرمونات السعادة كالأدرينالين ونورادرينالين والدوبامين تنشط في الدم وتقوي الثقة بالنفس وتقلل من حدة الآلام وتحول دون الشعور بالجوع والعطش.وتبدأ التأثيرات الأولية على مستوى الجسد إذ ترتفع درجة حرارة العنق وبعدها باقي الجسد. لكن فيما بعد تحدث تأثيرات وخيمة العواقب ومن بينها مشاكل في النوم وتزايد نزعات العنف وحدوث ارتباك في الشخصية والخوف والتوتر والتقيؤ. وقد يحدث نزيف دم في الدماغ أو فقدان الوعي ومشاكل في القلب بسبب استنفاد الماء ومواد التغذية في الجسم.دواء الأمفيتامين ليس اختراعا جديدا في المجال الطبي، ففي عام 1893 قام الكيميائي الياباني ناغايوشي ناغي بتجارب حول المادة. وفي ألمانيا طلب النظام النازي تصنيع منشط كان الجنود والطيارون يستعملونه لتطوير قدراتهم وزيادة التركيز وللتخلص من الخوف. وكان هذا المنشط يحمل اسم "المنشط النازي". وحتى في المجال الرياضي، الذي يتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، تم استعماله بدون ترخيص ليتم منع تداوله عام 1988. واعترف لاعب التنس المشهور أندريه أغاسي في سيرته الذاتية أنه تناول الأمفيتامين مرات عديدة. أصبح الأمفيتامين معروفا في التشيك منذ نصف قرن من الزمن. فخلال الحرب الباردة لم يكن الحصول على المخدرات بالأمر الهين على سكان جمهورية تشيكوسلوفاكيا فقاموا بتحضيرها بأنفسهم. وتنتج الشيشان الآن كميات من الأمفيتامين الموجه للتصدير. ويحصل محضرو هذا المخدر على الأمفيتامين في الصيدليات بثمن مناسب. وفي ألمانيا  يُروج هذا المخدر بشكل كبير في ولايات ساكسونيا وتورينغن وبافاريا.