تمكن فريق طبي بريطاني من الإبقاء على كبد حياً ويؤدي وظائفه كما لو كان في جسد بشري، وذلك بعد تطوير آلة خصيصاً لهذا الغرض. ومن شأن هذا الإنجاز أن يسهل عملية نقل وزرع الكبد لدى المرضى الذين هم بحاجة إليه.في سابقة هي الأولى من نوعها في عالم الطب، نجح فريق بريطاني في الحفاظ على كبد حياً ودافئاً ويواصل أداء وظيفته خارج الجسد، في آلة جرى تطويرها حديثاً، قبل أن تتم زراعته بنجاح في جسدي مريضين. وقال الفريق، الذي يضم أطباء ومهندسين وجراحين، لدى إعلان الإنجاز الجمعة (15 آذار/ مارس 2013) إن هذا الأمر يمكن أن يكون عملية شائعة في مستشفيات في أنحاء العالم المتقدم في غضون سنوات قليلة وقد يساهم في مضاعفة عدد الأكباد المتاحة للزرع.وأضاف الفريق في مؤتمر صحفي أن تلك العملية أجريت حتى الآن على مريضين على قائمة الانتظار لزراعة الكبد في بريطانيا وكلاهما يتعافى بشكل رائع. وقال كونستانتين كوسيوس، أستاذ هندسة الطب الحيوي بجامعة أوكسفورد وأحد المشاركين في اختراع الآلة: "كان من المذهل أن نرى كبداً في البداية بارداً ورمادي اللون قد استعاد نضارته بمجرد توصيله بآلتنا ويعمل كما يعمل في الجسد". وأضاف كوسيوس: "الأكثر إثارة للذهول هو رؤية نفس الكبد مزروعاً في جسد مريض يسير على قدميه حالياً".وفي العادة، يحفظ الكبد المقرر زراعته في الثلج لتبريده من أجل إبطاء عملية الأيض. ويقول جراحون في هذا السياق إن إبقاء الكبد "في الثلج" لأكثر من 14 ساعة يصبح خطيراً، رغم أنه يمكن أن يبقى لنحو 20 ساعة. لكن الجهاز الجديد يمكنه أن يبقي الكبد يعمل بصورة طبيعة كما لو كان داخل الجسد لمدة 24 ساعة أو أكثر. وقال بيتر فريند، مدير مركز أوكسفورد لزراعة الأعضاء، إن نتائج أول عمليتين تستخدمان هذه التقنية واللتين أجريتا في مستشفى كينجز كوليدج في لندن الشهر الماضي تشير إلى أن الجهاز يمكن أن يفيد كل المرضى الذين يحتاجون لزراعة كبد، معتبراً أن الجهاز الجديد قد يساعد أيضاً على حفظ الكبد الذي قد يتم التخلي عنه باعتباره غير ملائم للزرع ويمكن الاستفادة منه، وهو ما قد يضاعف عدد الأعضاء المتوفرة للزرع.