تعاني عائلة غياظة الفلسطينية أوضاعا نفسية وجسدية صعبة بعد الهجوم الذي تعرضت له من قبل مستوطنين إسرائيليين، وبينما نصح الأطباء أفراد العائلة بعدم الخروج من المنزل لمدة عام حتى تشفى حروقهم العميقة، أفرجت سلطات الاحتلال عن مرتكبي الاعتداء من المستوطنين بحجة أنهم فتية قصَّر. فقد حلت كارثة إنسانية في عائلة من 6 أفراد نجوا من الموت بأعجوبة، بعد هجومٍ من المستوطنين، خلف على أجسادهم حروقا عميقة لن تُشفى أبدا، وبينما تحاول الجدة وضع المرهم على جسد حفيدها المحروق محمد، يشعر هو بالخجل من نظرات أصدقاء له يحاولون فهم ما جرى. وكانت عائلة غياظة في طريقها إلى السوق لشراء ملابس العيد، غير أن هجوما من مستوطنين بالزجاجات الحارقة على سيارتها، غيَّر مجرى حياة العائلة برمتها، فربّ العائلة ما زال في المستشفى في حالة خطرة، فيما يجبر بقية أفراد الأسرة ممن غادروا المستشفى على البقاء داخل المنزل حتى تشفى حروقهم، أما الوحيد الذي يمارس الآن حياته بشكل طبيعي فهو من ارتكب الاعتداء، إذ أخلت محكمة إسرائيلية سبيل المستوطنين بسبب صغر سنهم، مدعيةً أنهم هم من قاموا بالهجوم، فيما يؤكد الضحايا عكس ذلك. وأوضح بسام غياظة: "لا يمكن أن يكون الذي نفذ الهجوم طفلا في 13 من عمره.أنا شاهدته. لقد كان شابا يافعا عمره يتجاوز الـ25، ولكن إسرائيل تتعامل معنا كمواطنين من الدرجة الرابعة، وما لنا أي قيمة". لو كانت هذه العائلة إسرائيلية والفاعل فلسطينيا، لنال حكما بالسّجن المؤبد، ولكن لأن العكس صحيح، فلم يُمضِ المستوطنون الذين نفذوا هذا الاعتداء في السجن أكثر من أسبوعين، وهو ما يدفع الفلسطينيين إلى الاعتقاد بأن إسرائيل لا تكتفي بغض الطرف عن اعتداءات المستوطنين، بل تشجعهم على تكرارها.