الاعتداء على مكاتب الشرق الأوسط

تعرضت مكاتب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية في بيروت مساء اليوم الجمعة، لاعتداءات تمثلت باقتحام عدد من الشبان الغاضبين حرمها في مبنى "برج الغزال" في الشطر الشرقي للعاصمة بيروت، وبدأوا على الفور يتعرضون للعاملين فيها من صحافيين وفنيين وإداريين، ثم أقدموا على بعثرة جميع محتويات المكاتب وتكسير الالات وأجهزة الكومبيوتر.وكل ذلك جرى أمام أعين قوى الأمن الداخلي التي تحرس المبنى الذي تقع فيه مكاتب الشرق الاوسط. وعلم أن هذه الاعتداءات جاءت على خلفية نشر الصحيفة كاريكاتورا وصفه اللبنانيون بأنه مسيء للبنان ، كوننه تضمن العلم اللبناني مكتوب عليه "كذبة نيسان".

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجت اليوم بتعليقات تستنكر وتشجب ما نشرته الصحيفة.

وكانت قناة "العربية" أبلغت موظفيها في بيروت، بأنها ستقفل مكاتبها بدءاً من اليوم الجمعة لأسباب أمنية، وأنها ستقوم بتسديد رواتبهم.

ويأتي هذا القرار بعد اعلان السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري عن تلقيه تهديدات، وبعد سلسلة إجراءات سعودية وخليجية بحق لبنان وإعتبار "حزب الله" منظمة ارهابية .

وحاول البعض إستقصاء إن كان الخبر مرتبطاً بكذبة الاول من نيسان، ولاسيما بعد تراجع ناشر صحيفة “السفير” طلال سلمان عن قراره بإقفال الصحيفة بدءاً من اليوم لاسباب اقتصادية ومالية. إلا أن موظفين في القناة أكدوا خبر استدعائهم وإبلاغهم باغلاق مكاتب المحطة وصرفهم من وظائفهم.

وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزمًا متصاعدًا منذ اتخذت السعودية قرارًا في فبراير/شباط الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بسبب ما وصفته بـ”هيمنة حزب الله على الحياة السياسية في البلاد”. وتوالت القرارات التصعيدية مثل منع المملكة، مواطنيها من السفر إلى لبنان، وصولا إلى تصنيف الحزب من قبل مجلس التعاون بأنه “منظمة إرهابية”.

وقد أدانت جريدة "لشرق الأوسط" في بيان أصدرته قبل قليل الاعتداء الهمجي الذي تم على مكتبها في بيروت وحملة الجريدة السلطات اللبنانية مسؤولية المحافظة على سلامة موظفيها وأكدت في البيان استمرار علاقة الجريدة بقرائها في لبنان وعدم تأثير هذه الاعتداءات على سياسية التحرير في الجريدة.

وفندت "الشرق الأوسط" اللغط الدائر حول الكاريكاتير المشنور في عددها الصادر اليوم والذي فسر من قبل البعض بصورة خاطئة، وأشارت إلى أن الكاريكاتير كان يهدف للإضاءة على الواقع الذي تمر به لبنان كبلد يعيش كذبة كبيرة سببها محاولات الهيمنة عليه وإبعاده عن المحيط العربي.