القاهرة - محمود حساني
تستضيف مصر ، الاجتماع الخامس لوزراء دفاع دول الساحل والصحراء ، والذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 22-25 آذار/مارس الجارى ،بمشاركة أكثر من 28 دولة عربية وأفريقية، ووفود لعدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية واتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة كافة الترتيبات والإجراءات التنظيمية المرتبطة باستضافة فعاليات المؤتمر وتأمين تدفق واستقبال الوفود والشخصيات المشاركة بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية، ومراجعة التدابير والإجراءات الأمنية كافة اللازمة لتأمين محيط مدينة شرم الشيخ.
كما تحركت عناصر الدعم المشاركة في أعمال التأمين من الجيش الثالث الميداني والقوات الخاصة ووصلت إلى مناطق الانتشار المخططة للمعاونة في إحكام السيطرة الأمنية الكاملة على الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية إلى المدينة .
وتأتي أهمية الاجتماع من أنه يعقد في لحظة فارقة من تاريخ تجمع الساحل والصحراء يعاد خلالها إعادة بلورته وصياغة هياكله وآلياته لتعزيز القدرات الاقتصادية والعسكرية والأمنية للدول الأعضاء، والتعاون المشترك فيما بينها لمواجهة التحديات والمخاطر التي تطرحها المتغيرات في المنطقة وفى مقدمتها التطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية في تلك الدول، والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية لتحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة مع كافة شعوب القارة الأفريقية.
ويؤكد خبراء مختصين في الشأن العسكري والإستراتيجي ، أهمية استضافة مصر للاجتماع الخامس لوزراء دفاع دول الساحل والصحراء ، لاسيما أنه أول اجتماع يعقد بعد حصول مصر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ، ويأتي هذا الاجتماع من منطلق حرص مصر على استعادة مكانتها أفريقيًا وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بين دول القارة .
ويرى عضو هيئة التدريس في أكاديمية ناصر العسكرية ، اللواء الدكتور أحمد عز الدين ، أن الاجتماع يعقد في وقت هام تعج فيه القارة الأفريقية بأحداث ساخنة في ليبيا وسيطرة العناصر المتطرفة علي عدد من مدنها وتفاقم الجرائم المستحدثة كالإتجار بالبشر وتهريب المخدرات وتجارة السلاح بين حدود دول القارة ، كما سيتطرق الاجتماع إلى بحث آخر تطورات قضية بورندي ، ومدى التزام أطراف النزاع في جنوب السودان بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار .
ويشير اللواء عز الدين إلى أن الاجتماع سيتناول الخروج بعدد من التوصيات التي تلزم الدول الـ 28 المشاركة فيه ، بمواجهة هذه التحديات ومنع تفاقمها ، إداراكًا من مصر أن التحديات والمخاطر الراهنة لا يمكن مواجهتها بشكل فردي تقوم به دولة واحدة أو اثنتان وإنما تحتاج إلى تضافر جهود دول القارة الأفريقية .
ويؤكد نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية ، اللواء أسعد سمير ، أن مواجهة التطرف في القارة الأفريقية سيكون على رأس الاجتماع ، لاسيما أن الأوضاع في ليبيا تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي للدول المجاورة لها ، مضيفًا أن الاجتماع قد ينتهي إلى التوافق على آلية معينة لوضع حد للأوضاع في ليبيا ، كالإتفاق على تشكيل قوة أفريقية مشتركة للتدخل في ليبيا ومواجهة العناصر المتطرفة على أراضيها ، وتقديم الدعم المالي والعسكري .