دار الإفتاء المصرية

أوضح مرصد الفتاوى المتطرفة والآراء المُتشدّدة التابع إلى دار الإفتاء المصرية إن تنظيم "داعش" المتطرف يُعد من أكثر التنظيمات الدموية على مرِّ التاريخ، كما أنه الأكثر استباحة للدماء والأنفس، جاء ذلك بعد اكتشاف نحو 72 مقبرة جماعية خلّفها التنظيم وراءه، وذلك حسب ما وثقته وكالة "الأسوشيتد برس" من خلال مقابلات وصور وأبحاث حصرية.

 وأكد المرصد في بيان له الخميس أن عدد الجثث التي عُثر عليها في تلك المقابر يبلغ ما بين 5200 إلى أكثر من 15 ألف، وهو أمر له دلالة واسعة على استحلال التنظيم المتطرف للدماء والأنفس، كما أنه يؤكد أن أكثر ضحايا التنظيم هم من المسلمين سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، مما يعني أن التنظيم إنما يحمل القتل والذبح أينما ذهب.
 
وأضاف المرصد ، في بيانه أن قادة التنظيم يعتقدون أن القتل بشراهة ووحشية يسهم في استقرار سيطرتهم وخضوع الناس لهم خوفًا من البطش والقتل على يد عناصره المنتشرة في مختلف مناطق سيطرتهم، وذلك على الرغم من أن التراث الإسلامي على امتداده لا يوجد به ما يدعو إلى القتل وسفك الدماء أو ترويع الناس وتخويفهم كى يذعنوا لهم ويعلنوا البيعة والولاء.

وتابع المرصد "أثبتت التجارب والشواهد الحالية والتاريخية أنه لا استقرار لملك أو لسلطة بالبطش والقوة وترويع الناس، فقد شاهد العالم أجمع أهالى مدينة منبج السورية أثناء احتفالهم بهزيمة تنظيم "داعش" وهروبه من مدينتهم، وقد أعلن الناس كفرهم بمناهج "داعش" التي أجبر الناس عليها، حيث احتفلت الكثير من النساء بخروج الدواعش من المدينة بخلع البرقع الذي فُرض على نساء المدينة بأكملها، كما قام الكثير من الرجال بحلق اللحى التي أجبرهم التنظيم على إطلاقها باعتبارها فرضًا دينيًّا يجبر الناس عليه".

 واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أهمية تسريع وتيرة المواجهة مع التنظيم، والعمل على حماية المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أن مدينتهم أصبحت تحت سيطرة تنظيم متطرف دموي متوحش، كى نقطع الطريق على التنظيم من تكرار مذابحه الجماعية ومقابره في العراق وسورية التي ستظل شاهدة على همجية التنظيم الأكثر دموية في تاريخنا المعاصر.