القاهرة ـ مصر اليوم
أبدت مصر ،الجمعة،استعدادها لدعم نيجيريا في مواجهة تحديات الإرهاب، وقال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «مصر تدرك جيداً حجم التحديات التي تواجه نيجيريا وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة، والقاهرة مُستعدة لتقديم الدعم والتدريب للنيجيريين لمجابهة تلك التحديات».
وأكد رضوان الذي يشارك في أعمال الدورة 73 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الأفريقي في العاصمة أبوجا، أن «الإدارة السياسية في مصر تضع على رأس أولوياتها تعزيز الاندماج والاهتمام بالقضايا الأفريقية، فمصر أفريقية تاريخياً وجغرافياً، وستعمل جاهدة مع شركائها من أجل تحقيق التكامل الأفريقي، وأن تُصبح بوابة التنمية الأفريقية». مشيراً إلى الدفع بتشكيل آليات تشاور على المستويين التنفيذي والتشريعي بين مصر ونيجيريا.
وتشهد نيجيريا هجمات من وقت لآخر تشنها حركة «بوكو حرام» في مناطق متعددة ومزدحمة مثل الأسواق ومخيمات اللاجئين... وتصاعد نشاط «بوكو حرام» عقب مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث اتخذت الحركة من «داعش» وحشيته، لذلك حازت على لقب «الجماعة الأكثر دموية في العالم».
ويشار إلى أنه في مارس (آذار) 2015 بايعت «بوكو حرام» تنظيم داعش في بيان صوتي بُث عبر حساب الحركة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ لكن الانقسام ضرب الحركة بسبب قرار «داعش» تغيير زعيمها أبو بكر شيكاو، وتنصيب أبو مصعب البرناوي خلفا له.
وقال مراقبون إن معظم هجمات «بوكو حرام» تستهدف أماكن مكتظة بالسكان كالأسواق والمساجد وغيرها، وأسلوب الحركة في أغلب عملياتها يميل إلى استخدام الأحزمة الناسفة والتفجيرات الانتحارية مما يزيد من أعداد القتلى والجرحى.
والتقى النائب رضوان أمس، مدير القطاع الأفريقي بوزارة الخارجية النيجيرية السفير محمد لأول جانا في إطار زيارته للعاصمة أبوجا، في حضور السفير عاصم حنفي سفير مصر لدى نيجيريا، والملحق الدبلوماسي شادي هشام.
وأكد رضوان ضرورة تعزيز أُطر التعاون بين البلدين على المستويات كافة، تنفيذاً للتوجه السياسي المصري الحالي للدفع قُدماً بالعلاقات المصرية - الأفريقية، وكذا إضفاء مزيد من الزخم على أوجه التعاون القائمة بالفعل، انطلاقاً من الجذور المصرية الراسخة في القارة، ولتحقيق الاستفادة القصوى من الرئاسة المصرية القادمة للاتحاد الأفريقي. مشيراً إلى أن نيجيريا بلد فاعل على المستويين الإقليمي والدولي، وأن الوقت قد حان لتُشكل العلاقات المصرية - النيجيرية المتميزة القوة الدافعة للتقدم والاندماج الأفريقي.
من جهته، أثنى جانا على العلاقات المصرية النيجيرية، واصفاً مصر بالشريك الاستراتيجي بالغ الأهمية، مؤكداً أن نيجيريا تتطلع دائماً لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع مصر كماً وكيفاً. مشيراً إلى رغبة نيجيريا في تفعيل اللجنة التشاورية السياسية، لما تشكله كآلية شديدة الأهمية للتشاور والتنسيق حول ما يتصل بالأمور ذات الاهتمام المُشترك، سواء سياسية أو أمنية أو تنموية.
وتشير تقارير إلى أن تمرد «بوكو حرام» والمواجهات بين مقاتليها والجيش النيجيري أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين ألف قتيل إضافة إلى 2.6 مليون نازح منذ عام 2009... وتقول منظمات غير حكومية إن 11 مليون نيجيري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ويقول المراقبون إن جماعة «بوكو حرام» نجحت أيضاً في إقامة شبكة علاقات قوية مع التنظيمات «القاعدية» في شمال أفريقيا، وخصوصاً مع تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» من خلال إرسال الجماعة عدداً من مقاتليها للمشاركة في القتال في شمال جمهورية مالي، والحصول على التمويل والسلاح والتدريب لعناصرها.
وتشير بعض المؤشرات في هذا الصدد إلى أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» أمدّ الجماعة بكميات من الأسلحة نقلت إليه من ليبيا عبر دول الجوار، خاصة، النيجر وتشاد.
وسبق أن أعلن الجيش النيجيري في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «بوكو حرام» قتلت ما لا يقل عن 30 جندياً في هجوم على قاعدة عسكرية في زاري الواقعة قرب الحدود مع النيجر شمال شرقي نيجيريا... وفي أغسطس (آب) الماضي، قتل أعضاء من «بوكو حرام» 17 جندياً ومدنياً واحداً في هجوم على قاعدة عسكرية قرب قرية غاروندا.