القاهرة ـ مصر اليوم
أظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه أمس عددا من المشروعات التنموية اهتماماً كبيراً لدى حكومته بتطوير ملفي التعليم والصحة، وذلك في مسعى لتحسين الأحوال المعيشية الصعبة للمصريين، وقال إنه «لن يجعل مواطنا يعاني من شيء»، واعدا بأن ينقل نظام التعليم الجديد في بلاده لـ«آفاق بعيدة».
وذكرت "الشرق الأوسط" أن غالبية المصريين، الذين يعيشون تحت خط الفقر، يشكون من صعوبات في تلبية الحاجات الأساسية، وتدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، في ظل قفزات متتالية للأسعار وهبوط قيمة الجنيه. وسبق أن تعهد السيسي في خطابه أمام البرلمان، مطلع يونيو (حزيران) الماضي في مستهل ولايته الثانية، بأن يجعل لملفي التعليم والصحة أولوية خلال السنوات الأربع المقبلة، عبر إطلاق حزمة مشروعات كبرى على المستوى القومي.
وافتتح السيسي ، الأربعاء،عبر تقنية الفيديو كونفرانس المستشفى العسكري في مدينة «شبين الكوم» بمحافظة المنوفية، وعددا آخر من المشروعات التنموية، منها المدارس اليابانية. وفي مداخلته نوّه السيسي إلى مبادرة تكفل الدولة بالقضاء على قوائم انتظار المرضى في المستشفيات، مشيرا إلى أن التحدي الذي ما زال يواجه تقديم خدمة طبية جيدة هو التمويل. وقال بهذا الخصوص: «استطعنا الانتهاء من قوائم الانتظار خلال شهرين ونصف، وكان من الممكن أن ننتهي منها في أقل من ذلك، لأن لدينا المستشفيات والأطقم الطبية التي تستطيع تقديم الخدمة الطبية»، لافتا إلى أن ما ينقص دائما «هو التمويل عند تقديم أي خدمة لعدد كبير من المواطنين»، ومشيرا إلى أن روح المواطن المصري والأطباء وأعضاء هيئة التمريض «يمكن أن تقدم المزيد لحل هذه الأزمة».
كما تناول السيسي الحملة القومية للقضاء على فيروس «سي» الذي يهدد ملايين المصريين، وقال إنه «تم تدشين الحملة لأن هذا المرض فتك بأهلنا على مدى الـ50 عاما الماضية»، موضحا أنه «طبقا للتخطيط الذي كان موجودا سابقا فإنه يمكن القضاء على هذا المرض خلال عام 2024، لكننا نجحنا في الانتهاء من القوائم الموجودة... والآن نريد أن نطمئن على كل الفئات فوق سن الـ18 عام حتى النهاية، فقررنا إنجاز برنامج قوي للانتهاء خلال عامين».
وأضاف السيسي موضحا: «سنقوم بالاطمئنان على شريحة كبيرة للقضاء على فيروس (سي)، فضلا عن الاطمئنان على طلاب المرحلة الإعدادي والثانوي والجامعة»، مشيرا إلى أن الدولة بذلت جهدا كبيرا مع الشركات التي تقدم الكاشف السريع عن المرض لتقديمه بثمن غير باهظ، يتم توفيره في المدارس إذا كان ذلك ممكنا أو في الصيدليات.
في غضون ذلك، طالب الرئيس السيسي الجمعيات الأهلية المشاركة في تطوير وإدارة المستشفيات الحكومية، موضحا أنه «لو كانت هناك أكثر من جمعية أهلية مستعدة للمشاركة فسيتم وضع 20 و30 و100 مستشفى، تكون كفاءتها مائة في المائة، على أن يتم توجيه تكلفة تشغيلها المقررة إلى الخدمة، وأن تكون إدارة الموضوع للجمعيات المشاركة. وبخصوص واقعة وفاة ثلاثة مرضى قبل أيام بأحد مستشفيات محافظة الشرقية، خلال عمليات غسيل كلوي، شدد السيسي على أن أي مقصر سيتم التعامل معه وفقا للقانون، وطالب المسؤولين عن المستشفيات بالإشراف المستمر.
من جهة أخرى، أكد الرئيس السيسي أن نظام التعليم الجديد من شأنه أن ينقل مصر إلى آفاق بعيدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية تعاون المجتمع مع الدولة لإنجاحه. كما أوضح في معرض تعليقه على افتتاح عدد من المدارس أن الدولة «حاولت فيها ما أمكن الأخذ بأسباب العلم والتخطيط والتنظيم والتنفيذ الجيد حتى نقوم بإصلاح حقيقي للتعليم في مصر... وأنا أشكر جميع رجال الأعمال على جهدهم المبذول في التعليم الفني»، موضحا أن الدولة تعمل على تقديم تعليم فني إلى جانب المصانع.
وفي تعليقه على ما قاله السيسي، أوضح النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، أن المؤسسات الصحية العسكرية والمدنية، التي تم افتتاحها أمس: «تعد نقلة نوعية كبيرة لصالح المنظومة الصحية في مصر». وطالب في بيان له الحكومة بالإسراع في تنفيذ تكليفات الرئيس، ودراسة أسباب ارتفاع أعداد قوائم الانتظار حتى 40 ألف حالة، والاستمرار في منظومة العلاج الاعتيادية، بالتوازي مع منظومة قوائم الانتظار، مشيدا بتخصيص الدولة لمليار جنيه لعلاج مرضى قوائم الانتظار.
وأشاد حسب الله، بخطة تطوير وتحديث التعليم، مطالباً المصريين بجميع اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والشعبية والحزبية مساندة جهود الدولة في إنجاح النظام الجديد للتعليم في مصر.