العريش - مصر اليوم
اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دولاً وجهات منظّمة بدعم وتمويل جماعات إرهابية تتمركز في شبه جزيرة سيناء الحدودية. وقال السيسي في خطاب تلفزيوني الأربعاء : «نواجه منذ سنوات هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة» لم يحددها، مشيراً إلى أن شبكة التنظيمات الإرهابية استطاعت استغلال حالة الفوضى السياسية في المنطقة و«احتلت أرضاً واسعة في دول شقيقة، غير أنها فشلت في تحقيق ذلك بمصر».
وتنتشر في شمال ووسط سيناء، منذ سنوات، مجموعات مسلحة، بينها الفرع المصري لتنظيم داعش الذي يطلق على نفسه «ولاية سيناء». وقد كثفت هذه المجموعات هجماتها عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. وتشن قوات الجيش والشرطة عملية أمنية كبيرة، منذ فبراير (شباط) الماضي، لتطهير المنطقة من تلك الجماعات تحت اسم «العملية الشاملة - سيناء 2018». وأعلن الجيش، أمس، نجاحه في القضاء على أكثر من 30 من «التكفيريين»، بينهم أمير في «التنظيم الإرهابي»، خلال عمليات جرت الأسبوع الماضي.
وفي كلمة ألقاها للشعب المصري أمس بمناسبة الذكرى الـ36 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، قال الرئيس السيسي إن «تجربة استعادة سيناء بالحرب والسلام أثبتت أن المصري لا ينسى ثأراً ولا يرضخ لهزيمة ولا يقبل استسلاماً، وأثبتت كذلك أن الأمة المصرية قادرة دوماً على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين».
وأضاف أنه «لا يخفى على الجميع أن الأطماع في سيناء لم تنته، وأن التهديدات - وإن تغيرت طبيعتها - فإن خطورتها لم تقل». وتابع: «نواجه منذ سنوات هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة، كما أن هناك شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت في السنوات الأخيرة استغلال حالة الفوضى السياسية التي ضربت المنطقة لتحتل أرضاً واسعة في دول شقيقة، وقد زيّن لها الوهم أنها قادرة على فعل مثل ذلك في أرضنا الغالية».
وأكد السيسي أن «من حق الشعب المصري أن يفخر بأبنائه الأوفياء في القوات المسلحة والشرطة الذين أثبتوا كفاءتهم القتالية ومستواهم العسكري الراقي استناداً إلى عقيدة وطنية مصرية خالصة، فمضوا في هذه الحرب غير النظامية يحققون النجاحات واحداً تلو الآخر ويقومون بشكل يومي بمحاصرة الإرهاب وتضييق الخناق عليه، فاستحقوا فخر الشعب المصري وتحيته التي نتوجه بها اليوم من القلب لأبطال القوات المسلحة والشرطة».
واعتبر الرئيس المصري ما حققته بلاده خلال السنوات القليلة الماضية على طريق بسط الأمن وترسيخ الاستقرار «إنجازاً يشهد به العالم»، لافتاً إلى أن «الحفاظ على أمن وطن كبير بحجم مصر في منطقة صعبة وعالم مضطرب وسط أمثلة كثيرة من حولنا لغياب الأمن والانقسام الطائفي والسياسي وإراقة الدماء وانهيار الدولة، لهو - بلا شك - أمر يستوجب التوقف أمامه باعتباره شاهداً على تفرد هذا الشعب وصلابته وقدرة قواته المسلحة ومؤسسات دولته».
وأضاف أن «مصر تبنت خيار السلام باعتباره توجهاً استراتيجياً، كما تبنت خيار التنمية الشاملة المستدامة باعتباره الطريق نحو المستقبل اللائق بشعب مصر»، لافتاً إلى أن «مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات، ومقدرات الشعوب لا يمكن أن تترك عرضة للأوهام والسياسات غير المحسوبة».
وتعهد السيسي بالمضي في «طريق البناء والتنمية، طريق التعمير والسلام»، ومع الاستمرار في «المواجهة الشاملة للإرهاب وتنمية سيناء». وقال: «المساهمة في الحرب على الإرهاب ليست بالسلاح والقتال فقط، وإنما بالبناء والتنمية وتشييد المشروعات وتوفير فرص العمل وتحقيق الآمال في مستقبل مشرق».
في السياق ذاته، أصدر الجيش المصري أمس البيان الرقم (20) بشأن «العملية الشاملة - سيناء 2018»، أعلن فيه القضاء على 26 تكفيرياً و4 عناصر شديدة الخطورة وضبط 173 فرداً وتدمير مئات البؤر والأوكار الإرهابية بشمال ووسط سيناء في العمليات التي شنتها القوات المسلحة والشرطة خلال أسبوع.
وأوضح البيان أن «القوات الجوية قامت على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي باستهداف وتدمير 3 أوكار وبؤر للعناصر الإرهابية مما أسفر عن مقتل عدد من التكفيريين، وعلى الاتجاه الاستراتيجي الغربي تم قطع خطوط الإمداد للعناصر الإرهابية بتدمير 10 عربات محملة بكميات من الأسلحة والذخائر».
وأشار البيان إلى مقتل «أمير التنظيم الإرهابي بوسط سيناء المدعو ناصر أبو زقول»، واكتشاف منطقة تدريب على اجتياز الموانع خاصة بالعناصر التكفيرية. كما أشار إلى تفجير 74 عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف قوات المداهمات بمناطق العمليات، وتدمير 26 عربة من أنواع تستخدمها العناصر الإرهابية، و25 دراجة نارية، و437 ملجأ ووكراً ومخزناً عثر بداخلها على كمية من مواد الإعاشة والملابس العسكرية وكميات من الذخائر.