القاهرة ـ مصر اليوم
سلطت قناة "صدى البلد" المصرية، الضوء على أحد القادة المشاركين في حرب أكتوبر 1973، مع اقتراب احتفال مصر وسوريا بالذكرى الـ45 لهذه الحرب.
ونشرت القناة معلومات عن المشير محمد عبد الغني الجمسي، آخر وزراء الحربية في مصر التي صار اسمها وزارة الدفاع، وشغل قبلها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة.
وعين الجسمي في يناير 1972 رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة للاستعداد لحرب أكتوبر، ثم رئيس الأركان للقوات المسلحة خلفا لسعد الدين الشاذلي في ديسمبر 1973، ثم وزيرا للحربية والقائد العام للقوات المسلحة في ديسمبر 1974 حتى أكتوبر 1978؛ واشترك في كل الحروب العربية الإسرائيلية باستثناء حرب فلسطين عام 1948 التي كان خلالها في بعثة عسكرية خارج البلاد.
وأطلق عليه لقب مهندس حرب أكتوبر، وتم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا في التاريخ، وكما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية؛ هو من مواليد 9 سبتمبر عام 1921 في محافظة المنوفية؛ وكان الجمسي مميزا جدا منذ نشأته حتى أنه هو الوحيد بين أبناء أسرته الذي حصل على تعليم نظامي قبل أن تعرف مصر مجانية التعليم.
والتحق بالكلية الحربية 17 عاما وتخرج منها عام 1939 في سلاح المدرعات، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عين كضابط في صحراء مصر الغربية؛ حيث كان من قلائل القادة الذين شاهدوا تلك الحرب، التي دارت فيها أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل مسيرته العسكرية، فعمل ضابطا بالمخابرات الحربية، ثم مدرسا بمدرسة المخابرات؛ حيث تخصص في تدريس التاريخ العسكري عن إسرائيل الذي كان يضم كل ما يتعلق بها عسكريا من التسليح إلى الاستراتيجية والمواجهة.
تقدم باستقالته من القوات المسلحة عقب حرب يونيو 1967، ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة، ورفض الرئيس جمال عبد الناصر الاستقالة وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لهم بالاستقامة والخبرة العسكرية، استعدادا للثأر.
تولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وقام بالتخطيط لتفاصيل في عمليات حرب أكتوبر، وقامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسته بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى توضع أمام الرئيس أنور السادات والرئيس حافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين؛ واعتمدت على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة "كشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء على تلك الدراسة.
اختاره الرئيس أنور السادات قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ورقي وقتها إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائدا عاما للجبهات العربية الثلاث عام 1975؛ وخرج على الجنرال "ياريف"، رئيس الوفد الإسرائيلي دون إلقاء التحية أو المصافحة خلال المفاوضات.
ورحل المشير الجمسي في صمت بعد معاناة مع المرض في 7 يونيو 2003 عن عمر ناهز 82 عاما، عاش خلالها حياة حافلة بالعطاء.