وجه السفير أجيت جوبتيه سفير الهند بالقاهرة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رسالته الكريمة التي عبر خلالها عن تعاطف مصر وتضامنها مع الهند - حكومة وشعبا - خلال هذه المرحلة الصعبة من وباء (كوفيد 19). وقال جويتيه - في بيان صادر عن السفارة الهندية، اليوم السبت، حول جهود الحكومة لمواجهة التحديات الخاصة بوباء كورونا - إن الهند تتطلع إلى العمل عن كثب مع مصر على مستويات التعاون.

وأكد السفير الهندي أن بلاده تحارب بمنتهى القوة موجة شرسة وغير مسبوقة من انتشار فيروس كوفيد، مشيرا إلى أن عدد الحالات النشطة في الهند تمثل 16.90% من إجمالي الحالات الإيجابية المسجلة حتى الآن والبالغ عددها 3 ملايين و170 ألفا و228 حالة، كما بلغ عدد الاختبارات على مستوى البلاد حتى الآن 286 مليونا و392 ألفا و86 اختبارا حتى الآن. وأضاف أنه في الوقت نفسه، خرج من العزل 297 ألفا و540 مريضا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وبذلك ارتفع إجمالي حالات التعافي إلى 15 مليونا و384 ألفا و418 حالة حتى أول أمس.

وأشار السفير إلى أن الهند قامت بإعطاء 152 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 وذلك حتى يوم 29 أبريل 2021 ، بالإضافة إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين جرعة جديدة يتم إعطاؤها بصورة يومية. والهند هي صاحبة ثالث أكبر عدد من الأفراد الحاصلين على التطعيمات بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية. وتابع "ومن المقرر كذلك أن تدخل حملة التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 مرحلتها التالية اعتبارا من 1 مايو لتشمل جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما".

وذكر السفير الهندي "أنه على الرغم من توقع موجة ثانية وتجهيز الاستعدادات للتعامل معها، إلا أنه كان من الصعب قياس مدى وحجمها الحقيقيين على أرض الواقع".. لافتا إلى أنه وخلال الموجة الأولى وما بعدها، بدأت الحكومة المركزية وحكومات الولايات في الهند في اتخاذ تدابير متعددة لتجديد البنية التحتية للاستجابة مع متطلبات المرحلة التالية. وأوضح أن الحالات في الهند انخفضت خلال الفترة من سبتمبر 2020 إلى يناير 2021 بنسبة 90% حيث ساهم التعامل بالصورة النموذجية مع الموجة الأولى والثقة الناتجة عن تطوير اللقاحات في عدم توقعنا لزيادة الحالات بهذه الصورة كما هو الآن في الموجة الحالية.

وأكد السفير أن الأسباب وراء هذه الزيادة الكبيرة و غير العادية في هذه الموجة الثانية لا تزال قيد البحث، ولكن من المحتمل أن يكون هناك ثلاثة عوامل وراء هذه الزيادة: السلوك العام ، وزيادة حساسية السكان، والتحور الجديدة للفيروس، وقد لا تكون مناعة القطيع، التي كان ينظر إليها على أنها سبب مهم للحد من انتشار الفيروس في الهند، فعالة بشكل كبير ضد السلالات الجديدة المتحورة للفيروس. وشدد على أنه في الوقت الذي تحارب فيه الهند أسوأ موجة من فيروس كورونا حتى الآن، فإن هذا الأمر هو بمثابة ناقوس خطر للدول الأخرى لتوخي اليقظة وعدم التعاون خاصة في ظل انتشار سلالات من الفيروس معدية بصورة أكبر.

وعلى المستوى الاقتصادي، قال إن الاقتصاد الهندي كان يسير بشكل جيد على طريق التعافي قبل ظهور موجة الفيروس الجديدة، فوفقا لأحدث تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي تحت عنوان "آفاق الاقتصاد العالمي"، ذكر صندوق النقد أنه يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الهندي بنسبة 12.5 في المائة في السنة المالية 2021-2022، وهو أعلى معدل نمو بين الاقتصادات الناشئة والمتقدمة. وتابع "ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي الارتفاع غير المسبوق في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 إلى إبطاء التعافي الاقتصادي للهند.

ولكن من المرجح أن يكون التأثير العام أكثر اعتدالا مقارنة بالعام الماضي.وستعتمد نسبة الخسارة الاقتصادية خلال الموجة الثانية بشكل أساسي على مدى سرعة كسر سلسلة العدوى ووقف انتشارها". واستعرض الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتجاوز الأزمة، حيث أشار إلى أن حكومة الهند تتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان الاستعداد بصورة جيدة لمواجهة التحدي والتهديد الذي تشكله جائحة كوفيد-19 المنتشرة بصورة كبيرة في الوقت الحالي، وتعمل جميع أذرع الحكومة على قلب رجل واحد وبسرعة للتعامل مع الوضع.

وذكر أن الحكومة المركزية تقوم، بالتنسيق مع الولايات، على بناء البنية التحتية في شكل تكثيف الأسرة في المستشفيات، ومرافق الأكسجين، وحل المشكلات في إنتاج وتخزين ونقل الأكسجين، ومعالجة الأمور المتعلقة بتوافر الأدوية الأساسية، كما تتخذ الحكومة تدابير لدعم الفئات المستضعفة من السكان من خلال توفير الحبوب الغذائية والدعم المالي. وفي السياق، أشارت السفارة - في بيانها - إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودي أكد أن الحكومة ستشتري 100 ألف مكثف أكسجين محمول وتركيب 500 محطة أكسجين مضغوط إضافية من صندوق كيرز التابع لرئاسة الوزراء، حيث سيؤدي تركيب محطات الأكسجين المضغوط وشراء مكثفات الأكسجين المحمولة إلى زيادة كبيرة في إمدادات الأكسجين في مناطق الطلب المرتفع، وبالتالي معالجة التحديات اللوجستية الحالية في نقل الأكسجين من المصانع إلى المستشفيات.

ووفقا للبيان، من المتوقع أن ينتج معهد سيرم الهندي للأمصال، وهو أحد أكبر مصنعي اللقاحات في العالم، حوالي 70 مليون جرعة من لقاح كوفيشيلد في مايو، بينما ستقوم شركات بهارات بيوتيك بإنتاج 20 مليون جرعة إضافية من لقاح كوفاكسين وسيتم إعطاؤها من خلال أكبر حملة تطعيم في الهند تديرها الحكومة على مستوى العالم، علاوة على ذلك هناك 3 لقاحات أخرى في طور الانتهاء من إقرارها. وفيما يخص الدعم الدولي، أشارات السفارة إلى أن حوالي 40 دولة من جميع أنحاء العالم أعلنت استعدادها لتقديم إمدادات طبية ومساعدات للهند للتعامل مع الأزمة، مذكرة بان الشركات الهندية والأجنبية تساعد في عمليات الشراء وكذلك تقوم جمعيات الجاليات الهندية في العديد من دول على تقديم مواد الإغاثة.

وتتوقع الهند أن تستقبل أكثر من 500 محطة لتوليد الأكسجين وأكثر من 4 آلاف مركز أكسجين، وأكثر من 10 آلاف أسطوانة أكسجين، و17 حاوية أكسجين مبردة إذ سيساعد الوصول المتوقع لـ 5 ملايين جرعة من اللقاح الروسي (سبوتنيك-في) بحلول شهر يونيو بشكل كبير في دعم حملة التطعيم الهائلة على مستوى الهند. وعرضت شركة (جلعاد) للعلوم الصيدلانية الحيوية 450 ألف جرعة من دواء ريميدسيفير المضاد للفيروسات، و300 ألف جرعة من عقار فافيبيرافير من روسيا والإمارات العربية المتحدة وشحنات منعقار توسيليزوماب من ألمانيا وسويسرا. وذكرت أنه من المأمول أنه بفضل الجهود المشتركة للجميع، أن يتمكن نظام الرعاية الصحي في الهند الذي يلقى دعم الحكومة ودعم دولي أنيتجاوز الموجة الثانية بنجاح والعودة بالمنحنى للمعدلات المعتادة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الرئيس السيسي يتابع تطورات منظومة التأمين الصحي الشامل وتداعيات كورونا

الرئيس السيسي يؤكد أن التأمين الصحي الشامل يقدم العلاج على أفضل مستوى