القاهرة ـ مصر اليوم
أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد على عمق العلاقة بين الأزهر الشريف ودولة ماليزيا، واهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالطلاب الوافدين، خاصة طلاب ماليزيا الذين يدرسون في مختلف المراحل الدراسية.
جاء ذلك خلال افتتاح أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب دورة تدريبية بعنوان: قواعد اللغة العربية وتطبيقاتها، وذلك بمشاركة 35 طالبا وطالبة من دولة "ماليزيا"، بحضور الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، وسفير دولة ماليزيا لدى مصر زماني إسماعيل حسن الصغير رئيس الأكاديمية، و السفير عبد الرحمن موسى مستشار شيخ الأزهر للعلاقات الخارجية.
وأشار عياد إلى أن هذه الدورة تؤكد على أهمية النظرة الايجابية، وأن البناء لابد وأن يكون على أساس متين ومستقيم وهو لا يتحقق إلا بالعلم والمعرفة الذي يجمع بين ما يتعلق بمراد النفس والبدن وبين الفكر والسلوك، ولا يوجد منهج علمي يجمع بين هذه المنطلقات وغيرها سوى هذا المنهج الأزهري، وهو ما ضمن لهذه المؤسسة البقاء والاستقرار.
وأضاف عياد أنه إذا كانت هذه المؤسسة قد سبقت بالكثير من المؤسسات العلمية إلا أن الله -عز وجل- حفظها ورزقها الصمود والاستمرار، ومن عليها بالمعرفة والعلم الذي يعنى بالإنسان ولهذا صار الأزهر قبلة لطلاب العلم والباحثين عن المعرفة، مشيرا إلى دور أكاديمية الأزهر العالمية في تدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، من خلال المقررات والمناهج التي تجمع بين مناهج متعددة جاءت من طبيعة الرسالة والدعوة المحمدية وهو ما أكسبها نوعا من الواقعية والإيجابية، حيث تعنى بقضايا الواقع الإنساني، كما تطرح ما يعرف بالفقه الافتراضي وهي بذلك تخطو خطوات مهمة لإعداد كوادر مهمة تقوم على المسئولية والعناية بهموم الأمة.
وأوضح الأمين العام أن البرنامج الحالي يستهدف الطلاب والطالبات خاصة في هذا الوقت العصيب الذي يموج فيه العالم بالمشكلات المتعددة; حيث تأتي الدورة لإعداد كوادر مترابطة وجدانيا وعلميا وفكريا يؤهلها للتعامل الأمثل مع قضايا الواقع، مشيرا إلى أن هذه الدورة هي حلقة في سلسلة تبدأ مع طلاب ماليزيا ثم يتم تعميمها وذلك بغية الارتقاء بالإنسان بما يحقق صالح الإنسان وأوطانه.
من جانبه وجه سفير ماليزيا الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والدكتور محمد الضويني وكل قيادات الأزهر الشريف على دورهم في تيسير عقد هذه الدورات التدريبية المهمة لطلاب ماليزيا، مؤكدا أنها تعد هذه الفرصة تاريخية بالنسبة لطلابنا ومواطنينا; فهي أول دورة تدريبية مستقلة مع أكاديمية الأزهر في تاريخ سفارة ماليزيا بجمهورية مصر العربية، وهو صورة من صور التعاون الإيجابي والمثمر بين الدولتين، كما أن هذه الدورات تعد بالنسبة لنا فرصة لنشر المنهج الوسطي للأزهر الشريف وترتيب العقول والجوارح نحو تحقيق التعايش السلمي المنشود; بما يتناسب مع رسالة الإسلام العظيم.
بدوره قال الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، أن هذه الدورات تأتي انطلاقا من توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بضرورة إعداد وتأهيل وتدريب الطلاب والطالبات الوافدين بالأزهر الشريف، بهدف تكوين عقلية أزهرية; تعي أصول الدين فهما وعملا وسلوكا، وتحسن التواصل الإيجابي مع الجماهير; مساهمة في إيصال الدعوة إلى الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن هذه الدورة على وجه الخصوص حرصا من الأزهر الشريف على الارتقاء بأداء الطلاب الوافدين من دولة "ماليزيا" في كافة التخصصات العلمية، وأهمها اللغة العربية، بما يرتقي بالأسلوب الخطابي الدعوي المؤثر، واستقامة لسان الداعية وحسن عبارته، من خلال حقيبة تدريبية متخصصة; لتنمية المهارات اللغوية والأداء البلاغي لدى المتدربين، وتقديم معرفة نظرية وتطبيقية عن مهارات اللغة العربية; بما يؤهلهم للتواصل مع الجماهير بلغة صحيحة; للتعبير عن صحيح الدين بلغة عربية سليمة خالية من الأخطاء اللغوية والبيانية.
وأضاف رئيس الأكاديمية أن الدورة تستهدف -أيضا- صقل الموهبة الأدبية، وذلك في إطار النهوض بالمستوى العلمي والعملي للطلاب الوافدين، وتأكيدا للدور المحوري للطلاب الوافدين في نشر مبادئ الدين الإسلامي الوسطى المعتدل في أنحاء العالم، خاصة في المجالات الشرعية والفكرية، حتى يكونوا على دراية بمجريات العصر وتطوراته، والدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، بما يسهم في الحد من أفكار التطرف والغلو والإرهاب، والمساعدة في استقرار المجتمعات الإنسانية، امتثالا لأمر الله تعالى "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
شيخ الأزهر يطلق وصفا على محرمي تهنئة المسيحيين بأعيادهم
الطيب يؤكد وقوف الأزهر مع الشعب الأفغاني في محنته الإنسانية ويدعو للتضامن