الدكتور بدر عبدالعاطي

قال الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، خلال استقباله الدكتور على يوسف أحمد الشريف، وزير خارجية السودان الجديد، فى أول لقاء رسمى له بعد تعيينه وزيرا للخارجية السودانية، إن العلاقات التى تربط البلدين أكبر بكثير من أى حديث وأن هناك مشاعر حب وتقدير كبيرة للشعب السودانى الشقيق، مؤكدًا أن مصر تقف قلبًا وقالبًا مع السودان الشقيق قيادة وحكومة وشعبا.

وأشار الوزير إلى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤخرا مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، مؤكدًا على وجود توجيهات من الرئيس السيسى بالعمل على مزيد من تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين خصوصًا وأن الأمن القومى السودانى يعد جزءًا من الأمن القومى المصرى، كما أن الأمن المصرى يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى السودانى، وبالتأكيد فإن ما يحدث فى السودان له انعكاساته وتأثيره على مصر وهو أمر طبيعى فى ظل العلاقات الأخوية فالشعب المصرى والسودانى شعب واحد فى وادى النيل.

وقال: «إننا نعتز بأشقائنا السودانيين الموجودين فى مصر والدولة المصرية حريصة على تقديم كل الدعم والتضامن والتسهيلات الخدمات لأشقائنا من الشعب السودانى فى بلده الثانى وهم يتواجدون بشكل مؤقت لحين انقشاع الغمة».

وأكد وزير الخارجية استمرار دعم مصر لوصول المساعدات، مضيفا أن المحور الثالث الحرص السودانى على شمول اللقاءات بدون إقصاء أحد، معربًا عن التمنيات للشعب السودانى بكل الخير، وأكد أن مصر تعمل بكل جهد وصدق على حقن دماء السودانيين وتأمل أن يخرج الشعب السودانى أكثر قوة وصلابة من الأزمة الحالية.

كما أكد حرص مصر على استمرار التعاون والتشاور مع السودان فى كل المحافل الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن مصر فى فترة رئاستها لمجلس السلم والأمن الإفريقى فى أكتوبر الماضى كان أول زيارة لوفد المجلس إلى بورسودان والتقى مع رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

وقال وزير الخارجية، إن مصر ستستمر فى دعم السودان فى المحافل الإفريقية وداخل مؤسسات الاتحاد الإفريقى، مؤكدا رفض مصر إقصاء السودان أو أى دولة إفريقية أخرى فى المحافل الإفريقية وعلى رأسها الاتحاد الإفريقى، مضيفًا أن مصر ستواصل تقديم كل أشكال الدعم للسودان فى قضايا المياه لأن قضية المياه هى قضية وجودية لمصر والسودان، مؤكدا تطابق مواقف البلدين فيما يخص مسألة مياه النيل وأهمية الالتزام بقواعد القانون الدولى وعدم الأضرار بدول المصب.

من جهته، أعرب وزير الخارجية السودانى الدكتور على يوسف عن سعادته لزيارة مصر «أم الدنيا» ولقاء الوزير عبدالعاطى بعد تكليفه بتولى حقيبة الخارجية فى الحكومة السودانية، موضحا أنه عقد والوزير عبدالعاطى اجتماعا تم خلاله بحث القضايا والموضوعات بصورة معمقة وجادة ورسم خارطة طريق للتعاون فيما بيننا، مضيفا «نحن شعب واحد فى بلدين».

ووصف اجتماعه مع الدكتور عبدالعاطى بأنه «مهم» وفى ظرف تاريخى، وأكد أن السودان يمر بمرحلة مفصلية، وأن موقف مصر واضح وقوى ومساند لمؤسسات الدولة السودانية والجيش السودانى، مشيرًا إلى أن مصر لم تتردد فى اتخاذ أى موقف لإنهاء الحرب وبناء السودان الجديد، والدعم المصرى مقدر، مشيرا إلى أن أعدادًا كبيرة من السودانيين قدموا إلى مصر واستقبلهم الشعب المصرى بكل ترحاب.

وقال السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن الوزير عبد العاطى قدم التهنئة لنظيره السودانى على تعيينه فى منصبه الجديد وعلى الثقة التى حاز عليها من مجلس السيادة السودانى، مؤكدا موقف مصر الراسخ من دعم السودان الشقيق فى هذا الظرف الدقيق، مشددا على دعم مؤسساته الوطنية واحترام السيادة السودانية ووحدة وسلامة أراضيه ورفض أى تدخل فى شئونه الداخلية. وأكد الوزير عبدالعاطى أن مصر ستظل تقف بجوار السودان وشعبه الشقيق خلال الظرف الحرج والمنعطف التاريخى الخطير الذى يمر به.

كما أكد الوزير عبدالعاطى على حرص مصر على تقديم كافة أوجه الدعم للسودان سواء على المستوى السياسى أو الإنسانى، حيث استضافت القاهرة مؤتمرا للقوى المدنية والسياسية السودانية فى يونيو ٢٠٢٤ فى إطار الجهود المصرية لتحقيق السلام والأمن بالسودان، وأبرز الزيارة الناجحة لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقى إلى بورسودان فى أوائل أكتوبر ٢٠٢٤ فى إطار رئاسة مصر للمجلس.

أما بالنسبة للشق الإنسانى، فقد شدد الوزير عبد العاطى على حرص مصر على توفير كافة أوجه الرعاية للإخوة السودانيين الذين توافدوا على مصر بأعداد كبيرة منذ اندلاع الأزمة فى السودان فى ظل تدهور الأوضاع الإنسانية هناك.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء بين وزيرى الخارجية المصرى والسودانى عكس تطابقا كاملا فى المواقف بشان قضية الأمن المائى، حيث أكد الوزيران على أن تحقيق الأمن المائى يمثل مسألة وجودية للبلدين لا يمكن التهاون فيها.

وأكد السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان السابق فى مصر، أنه لم يكن مصادفة أن يبدأ وزير خارجية السودان الجديد نشاطه فور تسلمه مهام موقعه بمصر وإجراء مقابلات مهمة مع مسؤوليها بدءا بمباحثاته مع نظيره المصرى ومقابلة الأمين العام لجامعة الدول العربية وغيرها من اللقاءات، مشددا على أنه أمر يعكس خصوصية العلاقات السودانية المصرية وضرورات الإحاطة بما يجرى وتعزيز التنسيق المشترك خاصة فى ظل التحديات الماثلة وتأثيراتها على أمنهما المشترك.

قد يهمك أيضــــاً:

وزير الخارجية المصري يبحث مع رئيسة البرلمان الأوروبي العلاقات المشتركة

الأردن ومصر يحمّلان إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة