وقعت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، السفيرة نبيلة مكرم، الاثنين، بروتوكول تعاون مشترك مع وزارة الصحة والسكان، ومؤسسة "مصر الخير"، في استجابة لمطالب عدد من الجاليات المصرية وممثلي الجاليات حول العالم، وكذلك العديد من الشكاوى من المصريين المغتربون حول المشقة البالغة التي يجدوها لنقل جثامين المصريين المتوفين في الخارج، وكان من مطالبهم العاجلة أن تقوم الوزارة على وضع حل عاجل لتلك المشكلة.

جاء ذلك خلال انعقاد مؤتمر، "تكريم المصريين بفي لخارج"، الاثنين، في أحد فنادق القاهرة، بحضور وزير الصحة والسكان، الدكتور أحمد عماد الدين، ومفتي الجمهورية الأسبق، الدكتور علي جمعة، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير.

ويهدف البروتوكول إلى وضع أساس للتعاون المشترك فيما بين أطرافه الثلاث:(وزارة الصحة والسكان طرف أول- وزارة الهجرة طرف ثان – مؤسسة مصر الخير طرف ثالث)، وذلك في إطار تكريم المصري المتوفى في الخارج عن طريق وضع آلية تضمن بموجبها مؤسسة مصر الخير تحمل نفقات تجهيز ونقل المتوفى من المكان الموجود به الجثمان، إلى أن يصل إلى مدفنه في أرض الوطن داخل جمهورية مصر العربية.

وينص البروتوكول على قيام وزارة الصحة والسكان بإخطار "مؤسسة مصر الخير"، من خلال الإدارة المختصة لديها "علاج المواطنين وشؤون السفر"، بحالات الوفيات للمصريين المقيمين في الخارج والتي يتم إبلاغها بها بالطريق الطبيعي عن طريق وزارة الخارجية أو شركة "مصر للطيران" أو من أي طريق آخر، وذلك بموجب الإيصال الدال على تكاليف تجهيز ونقل الجثمان الوارد من تلك الجهات لتتحمله "مصر الخير"، كما ينص البروتوكول على أن تضمن مؤسسة مصر الخير سداد التكاليف المالية المستحقة لتجهيز ونقل الجثمان ووصوله إلى مدفنه في مصر، سواء من ذوي المتوفى، أو من مؤسسة مصر الخير للحالات غير القادرة على السداد أو التي لم تقم بالسداد، كما يتضمن البروتوكول على أن تقوم مؤسسة مصر الخير خلال 15 يومًا عمل بأداء قيمة المطالبة إلى الجهة الطالبة والخاصة بتجهيز ونقل الجثمان.

من جانبها، أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئؤون المصريين في الخارج، أن المصريين المغتربين يعانون من عملية نقل الجثامين إلى مصر، لوجوب تقديم "شهادة إعثار" من وزارة التضامن الاجتماعي، من أهله يفيد بفقر أهله وحاجتهم الماسة لقيام الدولة بدفع رسوم شحن الجثامين وتكريم المتوفى، موضحة أيضًا أنه في  بعض الحالات كان يتم  تجميع المال من المصريين لنقل الجثمان.
 
وأضافت مكرم: "فكرت في التعاون مع مؤسسة مصر الخير لنقل الجثمان في حالة وفاة مصري في الخارج، وقد وافق فضيلة الدكتور علي جمعة على تبني المؤسسة لنقل الجثامين"، موضحة أن التعاون بين وزارتي الهجرة والصحة والسكان ومؤسسة "مصر الخير" جاءت بناء على شعور القيادة السياسية بمعاناة المصريين في الخارج في نقل الجثامين ومدى ما يلاقيهم من مصاعب لإنهاء إجراءات نقل الجثامين، مضيفة أن التعاون مع مؤسسة مصر الخير مثال جيد للتعاون بين القطاعين العام والخاص، وكذلك مدى استفادة ميزانية الدولة من مبالغ كبيرة كانت تخصص لنقل الجثامين للمصريين المتوفين بالخارج، قائلة: "هدفنا حفظ كرامة المصريين أمام شعوب العالم".

من جانبه أكد الدكتور علي جمعة، خلال كلمته، أن ما تقوم به مؤسسة مصر الخير في هذا التعاون هو جزء أصيل من واجب المؤسسة تجاه المصريين، وتطبيقا لشعارها "من الناس إلى الناس"، كما أضاف أن التعاون بين الحكومة مع المجتمع المدني والإعلام يمثل ركنا هاما وأساسيا لتحقيق خدمة حقيقة للناس على أرض الواقع، مضيفا أن نقل جثامين المصريين المتوفين في الخارج له علاقة قوية بتنمية الإنسان الحي لان تكريم الإنسان هو استشعار بإنسانية، ويساهم بشكل كبير في استقامة منظومة القيم.