القاهرة- مينا سامي
كشف الأمين العام لمجلس كنائس مصر القس رفعت فتحي، أن تنظيم "داعش" كيان هلامي لا يخشاه المصريون بشكل عام ولا الأقباط على وجه الخصوص، وظهر ذلك جليًا بعد تفجيرات كنيستي الإسكندرية وطنطا، وامتلأت الكنائس عن آخرها بالمصلين غير مكترثين بتلك العمليات المتطرفة، لذا لا يجب على الشعب المصري ولا الدولة المصرية الوقوف عند تلك البيانات التخويفية، وسيظل المسيحيون يصلون في كنائسهم وأيضا المصريون، سيظلون يحتمون في جهازي الشرطة والجيش مهما تكررت تلك الحوادث المتطرفة.
وأضاف القس رفعت فتحي، في تصريحات صحافية تعقيبًا على تصريحات أمير جنود الخلافة في مصر بتحذير المسلمين بالابتعاد عن أماكن تجمع النصارى، وكذلك أماكن الجيش والشرطة وأماكن المصالح الحكومية والسياسية باعتبارها أهدافا للتنظيم، أن جماعة داعش ليس لها هيكل أو كيان ملموس، بل هم قلة من الشباب خرجوا من العراق وسورية، ليقتدوا بكيانات إرهابية سابقة عليهم، والسبب في ذلك يرجع إلى التعليم الذي يدفع إلى الحفظ والتلقين دون الفهم، والمناقشة الحرة ومن ثم ينتج عنه متطرفين وإرهابيين.
ولفت إلى أن معالجة الفقر والتهميش والاضطهاد، وتقليل نسب البطالة في الوطن العربي جميعها، طرق تؤدي إلى تلاشي تلك الكيانات المتطرفة. وقال مرصد الإفتاء، إن هناك تحوّلا كبيرًا في تنظيم داعش، وذلك بعد استشعاره بالخطر الذي يهدد فكره المنحرف، حيث قام تنظيم "داعش" المتطرف بالتحول إلى موقف الدفاع، ليخصص عدده الجديد من مجلة "رومية" الذي أصدره التنظيم قبل يومين، للرد على العدد الخاص الأخير لمجلة "Insight" التي يصدرها مرصد الفتاوى التكفيرية، لدار الإفتاء المصرية عقب التفجير المتطرف في محيط كنيستَي طنطا والإسكندرية، وراح ضحيتهما العشرات من المصريين.
وأوضح المرصد في بيان له، أن غلاف العدد التاسع من مجلة التنظيم المتطرف، جاء بعنوان "حكم المسيحيين المحاربين"، ليتحدث في العدد عما يعتبره التنظيم "انتصارات" على المسيحيين بعد الهجمات المتطرفة الأخيرة على الكنائس في مصر، متهمًا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية بتضليل الناس لأنه قدم الأدلة في العدد الأخير من مجلة "Insight" على حرمة الاعتداء على الكنائس والمسيحيين.
وقدّم "داعش" في أول مقالات العدد ما يدعي أنه أدلة تؤيد تدمير الكنائس، وقتل المسيحيين ونهب أموالهم، قائلة "لنتبين من يسير على الصراط المستقيم"، في إشارة إلى عدد مجلة "دار الإفتاء". وتابع المرصد، أن التنظيم لم يكتف بذلك بل قدّم في عدد مجلته اقتراحات متنوعة لأتباع التنظيم الذين يعيشون في الغرب والمتعاطفين معه، لكيفية أخذ أكبر عدد من الرهائن الغربيين وقتلهم لبث الرعب، في محاولة منه لتجنيد أعضاء جدد يقومون بأعمال عنف وقتل في الغرب نيابة عنهم. وكان تنظيم "داعش" حذّر من التواجد في أماكن تجمعات المسيحيين في مصر، وكذلك المصالح الحكومية أو في منشآت الجيش والشرطة، مشيرًا إلى أن الجماعة ستواصل الهجوم على مثل هذه الأهداف.