القاهره - أحمد عبدالله
حددت لجنة الشئون العربية في مجلس النواب، برئاسة اللواء سعد الجمال، 7 نقاط للخروج من مأزق القرار الأميركي، القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، وذلك أهمية الاتصال الفوري من جانب كافة الدول العربية بكافة الدول التي لديها تمثيل مقيم في إسرائيل ومطالباتها بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن واعتبر القرار الأميركي الأحادي غير ملزم لأي دولة وعليها أن تتمسك بعدم نقل سفاراتها من تل أبيب وعدم الاستجابة للطلب الإسرائيلي بنقل سفارات بلادهم إلى القدس.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي في مقر البرلمان، حيث تضمنت النقاط التأكيد من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة في اجتماع يوم الجمعة المقبل، في مجلس الأمن بناءً على طلب مصر وسبع دول أعضاء في المجلس بالتأكيد على قرارات الشرعية الدولية في حل المشكلة الفلسطينية وبخاصة وضع القدس والتأكيد على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه حال قيام نائب الرئيس الأميركي بزيارات لدول المنطقة لعرض وجهة النظر الأميركية لهذا الموضوع أهمية تأكيد كافة الدول العربية التي يزورها على الموقف الثابت والمعبر عنه من خلال المبادرة العربية ورفض القرار الأميركي وإدانته جملة وتفصيلاً وتبيان خطورته على الأمن واستقرار الأوضاع في المنطقة واحتمالات جرها لحرب دينية.
ولفت إلى التأكيد على عدم إعطاء الولايات المتحدة أي دور أساسي في حل المشكلة الفلسطينية والتمسك بأن يكون الحل دولياً ومن خلال الأمم المتحدة، وضرورة توحد كافة الفصائل الفلسطينية في كيان واحد وتقديم الدول العربية كل وسائل الدعم للشعب الفلسطيني، وإبلاغ الولايات المتحدة بشكل واضح أن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية ستتأثر سلباً بهذا القرار، إذا استمرت الولايات المتحدة على موقفها وتعنتها بعدم سحب هذا القرار على الدول العربية الوقوف بحزم ووضوح بجانب كل الخيارات المقترحة أمام الشعب الفلسطيني، وأكد اللواء سعد الجمال، أنه في تحد صارخ للمجتمع الدولي وللامتين العربية والإسلامية وضرباً بعرض الحائط للشرعية الدولية، أعلن امس الرئيس الأميركي ترامب قراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل متذرعاً بذرائع وهمية تدل على الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني.
ونوّه الجمال إلى أنه على رغم كل التحذيرات التي تم أطلاقها ا من لجنة الشؤون العربية للإدارة الأميركية بشأن ما سبق الإعلان عن نيتها إصدار مثل هذا القرار وما سبق أن أكدناه أن ذلك تكريس للاحتلال ومخالفة لكافة قواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن بل تدمير لعملية السلام برمتها وما واكب ذلك من تحذيرات صدرت من جامعة الدول العربية ومن عدد كبير من رؤساء وملوك الأمه العربية بخطورة تلك الخطوة إلا أن صدور هذا القرار يؤكد بأن هناك إصرار ونية مبيتة من الإدارة الأميركية والرئيس الأميركي على إصداره امس.
ولفت إلى أنه إذا كان الرؤساء الأميركيون السابقون قد أحجموا عن الإقدام على تلك الخطوة الخطيرة إلا أن هذه الإدارة الأميركية يبدوا أنها قد استهانت بردود فعل الأمة العربية وباستفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين في سائر أنحاء العالم وضربت عرض الحائط بقرارات المجتمع الدولي، مشيرا إلى إن تقديرات الرئيس الأميركي ولا شك لم تحسب حساباً للشعوب العربية والإسلامية التي ستنتفض وأولها الشعب الفلسطيني ضد هذا القرار الجائر ولما قد يحدث من توترات وعنف وأعمال عدائية في المنطقة.
وبيّن أن المساندة والدعم الأميركي المستمر للمحتل الصهيوني غير خافية على أحد ولكن يأتي هذا القرار ليسقط كافة الأقنعة ويفضح الانحياز الذي يجرد أميركا من أي مصداقية ويلغي أي دور أميركي راع للسلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن القدس ليست مجرد عاصمة أو مدينة عادية بل هي رمز تاريخي وديني ليس فقط للمسلمين وحدهم بل وللمسيحيين أيضاً وبنفس القدر والمساس بها سيكون له أخطر العواقب فضلاً عن إنها أحد أهم الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات في الحل النهائي في عملية السلام كما أن فيه مكافأة للمعتدي المحتل على عدوانه السافر ضد الشعب الفلسطيني وتقديمه القدس هدية للإسرائيليين، كما تتضمن تضحية بمصالح الشعب الأميركي في الوطن العربي والإسلامي .
وأعلن أن الجامعة العربية التي ستعقد اجتماعاً السبت المقبل على المستوى الوزاري ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي ستعقد اجتماعاً بدورها الاربعاء القادم والبرلمان العربي في جلسته الطارئة الأثنين المقبل مطالبين بالاطلاع بمسئوليتهم تجاه هذا القرار واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية تجاه الولايات المتحدة ودعوة العالم الحر في سائر قارات العالم لأن ينضم إليهم في تلك الإجراءات، مشيرا إلى إن هذا القرار قد أثار حفيظة العالم أجمع من بابا الفاتيكان إلى الأزهر إلى بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية إلى الاتحاد الأوروبي وإلى سكرتير عام الأمم المتحدة.
وأكد الجمال على أن مصر قيادتاً وشعباً تظل وافيه لمبادئها في تأييد ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الجوهرية للنزاع في الشرق الأوسط وما قدمته وتقدمه من تضحيات جسام لن تتخلى أبداً عن دورها حتى تعود كافة الحقوق المشروع للشعب الفلسطيني، داعيا القادة العرب لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة في جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف عربي موحد وحازم تجاه ما تتعرض له فلسطين والشعب الفلسطيني ومقدساته، وآي ادعاءات ساقها الرئيس الأميركي أنه مستمر في رعاية عملية السلام وصولاً لحل الدولتين هي ادعاءات عارية من الحقيقة بعد أن كرس انحيازه السافر للطرف الصهيوني، إن موقف الولايات المتحدة من خلال إعلان الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل إنما يسير على خطى وعد بلفور في حل مشاكل الدول الأوروبية على حساب الشعب الفلسطيني والعربي وبالتالي فإن الرئيس الأميركي يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق ويريد حل مشاكله الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني والعربي.