الاتحاد الأوروبي

انتقدت تركيا تأجيل الاتحاد الأوروبي مناقشة علاقاته معها إلى قمته التالية في مارس (آذار)، ودعته إلى اتخاذ موقف «أكثر إنصافاً وعقلانيةً»، والتحرك من «منظور استراتيجي» في ظل التحديات العالمية الراهنة، واتخاذ خطوات ملموسة في أقرب وقت لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة عام 1995، وتعزيز التعاون في مجال الاستثمار وتسهيل منح مواطنيها تأشيرة «شنغن» من أجل إحراز تقدم في علاقاته معها.

وبحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي، العلاقات مع تركيا، ونتائج اجتماع مجلس الشؤون العامة للاتحاد الأوروبي والقمة الأوروبية اللذين عقدا في بروكسل الأسبوع الماضي.

وانتقد فيدان، خلال اتصال هاتفي مع فارهيلي، الاثنين، تأجيل مناقشة التقرير المشترك للمفوضية الأوروبية ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حول تركيا إلى القمة التالية لقادة الاتحاد في مارس (آذار) المقبل، وعدم إدراجه على القمة الأخيرة للعام الحالي التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين في بروكسل.

وقالت مصادر الخارجية التركية إن فيدان وصف خطوة تأجيل مناقشة التقرير بـ«غير الصائبة»، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى تبني موقف أكثر إنصافاً وعقلانية تجاه تركيا.

كانت المفوضية الأوروبية أكدت في تقريرها حول «حالة العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا»، الذي أعلنه بوريل، وفارهيلي، في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ارتياح الاتحاد الأوروبي للهدوء في منطقة شرق البحر المتوسط بعد التوتر الذي ساد مع تركيا عامي 2019 و2020 بسبب التنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة.

وأوصى التقرير الاستشاري، الواقع في 17 صفحة، الذي سيصبح رسمياً بعد أن يوافق عليه قادة الدول الاتحاد، بإعادة الحوار السياسي على مستوى رفيع، وتنظيم جولات أخرى من الحوارات على المستوى الوزاري في مجالات المناخ والصحة والهجرة والأمن والزراعة، وكذلك البحث والابتكار، مع تركيا.ودعا إلى إجراء مزيد من الحوار حول السياسة الخارجية والقضايا الإقليمية بانتظام بطريقة أكثر هيكلية، بهدف أن تكون أكثر فاعلية وعملية، وفي ضوء أن تركيا طرف فاعل حازم ومهم في السياسة الخارجية في منطقتها، خصوصاً في الحرب الروسية الأوكرانية.

وأزال مجلس الشؤون العامة للاتحاد قضية تركيا من جدول أعمال القمة الأوروبية، الأسبوع الماضي، وأرجأها إلى قمة مارس، مرجعاً ذلك إلى التطورات الأخيرة على الساحة الدولية.

وفي ختام اجتماعه، الذي عقد قبل قمة الأسبوع الماضي، اشترط مجلس الاتحاد الأوروبي تحقيق تقدم في مجال سيادة القانون من أجل تحريك ملف مفاوضات انضمام تركيا (المرشحة للعضوية منذ أكثر من 50 عاماً) إلى عضوية التكتل.

واكتفى المجلس بتكرار التأكيد على ضرورة «مواصلة الأجندة الإيجابية» و«الحوار» المفتوح معها خلال المرحلة المقبلة، بوصفها دولة مرشحة للعضوية، ولها دور رئيسي في العديد من المصالح المشتركة.

وشدد المجلس، في ختام اجتماعه في بروكسل، الثلاثاء الماضي، على ضرورة مواصلة «حوار مفتوح» لمعالجة المشكلات المشتركة، والتعاون في قضايا أساسية مشتركة مثل الهجرة، والمناخ، ومكافحة الإرهاب والملفات الإقليمية.

وقالت مصادر الخارجية التركية إن فيدان أكد خلال اتصاله مع فارهيلي ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي من «منظور استراتيجي» في ظل التحديات العالمية الراهنة، وإحراز تقدم في علاقاته مع تركيا.

وأكد فيدان أن تركيا تنتظر من الاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة بأقرب وقت في مجالات عدة مثل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وتعزيز التعاون في مجال الاستثمار وتسهيل منح تأشيرة دخول الأتراك إلى دول الاتحاد (شنغن).

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بوريل ينتقد الجيش الإسرائيلي ويقول أن لديه نقص فادح في القدرة على التمييز

 

الاتحاد الأوروبي ينشئ هيئة جديدة لمكافحة غسل الأموال