القاهرة ـ إسلام الخضري
رفضت الأوساط الصحافية والإعلامية، التشكيل الوزاري الجديد الذي أعلن،الثلاثاء، وشمل تغيير 9 حقائب فقط، وذلك في ضوء استمرار صلاح عبد المقصود، في منصبه وزيراً للإعلام، وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على وزارة الاستثمار، الأمر الذي يهدد مستقبل القنوات الفضائية. وقال وكيل نقابة الصحافيين جمال عبد الرحيم إن استمرار صلاح عبد المقصود وزيراً للإعلام رغم فشله في إدارة شؤون الوزارة أخيرا، يمثل تحد صارخ للإعلاميين، والعاملين داخل مبنى الإذاعة و التلفزيون الذين طالبوا مراراً و تكراراً بإقالة الوزير. وأوضح عبد الرحيم في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" أن وزير الإعلام أرتكب جرائم أخلاقية عدة، خلال فترة توليه الوزارة، بخاصة بعد اعتدائه اللفظي على زميلة صحافية في مؤتمر أمام الرأي العام، وهو ما يجعل من استمراره في منصبه "كارثة"، ويعني أنه نجح في تنفيذ أجندة الإخوان المسلمين على الوجه الأمثل. وأوضح أن العلاقة المتوترة بين نقابة الصحافيين ونظام الحكم الحالي ستظل قائمة، ولن يؤثر فيها استمرار وزير الإعلام الحالي من عدمه، لأنه بطبيعة الحال مجرد منفذ لأوامر الجماعة. و شدد عبد الرحيم على أن جماعة الإخوان المسلمين مازالت تسعى للسيطرة على الإعلام ، وهو ما دفعها إلى اختيار وزير استثمار إخواني سيؤثر بالسلب على القنوات الفضائية، و الصحف، بخاصة وأن الصحف يجب أن تؤسس شركة مساهمة قبل الإصدار. ووصفت عضو مجلس نقابة الصحافيين حنان فكري، التشكيل الوزاري الجديد بأنه مجرد تشكيل "صوري"، لم تشارك فيه غالبية القوى السياسية، وأن معظم الوزراء المستمرين في عملهم حتى الآن مرفوضين من قبل جموع الشعب المصري، بسبب أخطائهم المتكررة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن الدليل على أن هذا التغير"صوري" هو عدم المساس بأي من الوزارات السيادية، وهو أكبر دليل على المؤامرة التي تحاك بالمصريين، ويكشف محاولة جماعة الإخوان المسلمين لـ"استغفال" الشعب. وقالت فكري في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" إن " الإخوان مازالوا مصرين على السير في عكس اتجاه إرادة المصريين، ولازالوا يغردون خارج السرب، بخاصة في ضوء المطالبات المتكررة بتغيير وزير الإعلام الحالي، لذلك فإن استمراره في منصبه، يعد تحد وعناد لجموع الصحافيين والإعلاميين. وأوضحت أن موارد نقابة الصحافيين مازالت تعتمد بشكل أساسي على وزارة الإعلام، والأمر غير واضحة في ذلك الشأن، في ضوء عدم تجاوب صلاح عبد المقصود مع مطالب الصحافيين. وطالبت حنان الوزير بضرورة الفصل بين كونه عضو في جماعة الإخوان، و كونه رجل دولة، موضحة أن الاختلاف معه في الرأي و وجهات النظر، لا يبرر له إطلاقاً "تجويع الصحافيين"، فهناك التزامات عليه باعتباره مسؤول تجاه الجماعة الصحفية بعيداً على الخلافات السياسية. وأعرب سكرتير عام نقابة الصحافيين كارم محمود، عن أمله في استمرار العلاقات الودية بين النقابة ووزارة الإعلام، من أجل تسير مصالح الجماعة الصحافية. وأوضح أن الفترة القادمة ستشهد مزيداً من المفاوضات بين مجلس نقابة الصحافيين وصلاح عبد المقصود، من أجل توفير الأموال اللازمة للوفاء بمستحقات أصحاب المعاشات. وقال رئيس اللجنة التشريعية في نقابة الصحافيين خالد البلشي، إن التعديل الوزاري الجديد ما هو إلا استمرار لسياسة الخطأ و مسلسل "الغباء السياسي" الذي تنتهجه جماعة الإخوان المسلمين، منذ توليها مقاليد الحكم في مصر، مشيرا إلى أن استمرار صلاح عبد المقصود ، في منصبه وزيراً للإعلام جزء لا يتجزأ من ذلك الأسلوب "الغبي" الذي تدار به الأمور. وأكد "البلشي" في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" على أن الأمر لن يتغير كثيراُ إذا تم استبعاد عبدالمقصود من التشكيل الوزاري الجديد طالما أن المنظومة لم تتغير، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة توافقية يشارك في تشكيلها جميع القوى و التيارات السياسية، إذا أراد النظام الحالي أن يغير أسلوب إدارته للبلاد، و ليس تغير وجوه فقط.