غزة ـ محمد حبيب
استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة قرار حبس الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بتهمة التخابر معها، واعتبرت ذلك "زجـًا بها في معركة سياسية غير شريفة". وقال القيادي في الحركة، الدكتور صلاح البردويل "إن حماس حركة مقاومة أصيلة، وحركة تحرر وطني، وليست حركة إرهابية لدى الشعب المصري ولا في القانون المصري، وهي تدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر نفسها من التربص الصهيوني الدائم بها". وأشار البردويل أن ما يجري هو تقديم "حماس" كعدوة للشعب المصري، ومحاولة تشريع ملاحقة كل من يتصل بها، مشددًا أن هذا الأمر مستنكر بشدة، وهو قلب ساذج للحقائق، وانحراف للبوصلة عن العدو الحقيقي الذي يهدد الشعب المصري والأمة. وتابع "حركة "حماس" حركة معروفة عربيـًا وإسلاميـًا، بل ولدى أحرار العالم أجمع بأنها حركة مقاومة ترفع رأس الأمة، وهي شوكة في حلق الاحتلال الصهيوني وأعوانه، وهي التي تدافع بدماء أبنائها وقياداتها عن شرف الأمة جميعًا في مواجهة الإذلال والهيمنة التي يمارسها العدو وحلفاؤه في المنطقة". وأضاف "وضع "حماس" في مواجهة الشعب المصري واتهام كل من يتواصل معها بأنه يستحق الحبس هو أمر ينافي القانون المصري نفسه، وينافي الأخلاق المصرية، وينافي إرادة الشعب المصري كله، الذي يعشق فلسطين و"حماس"، هذا الشعب الذي ذاق مرارة العدوان الصهيوني في بحر البقر وفي سيناء، هذا الشعب الذي يعاني المؤامرات تلو المؤامرات ويبغض الاحتلال ويكره كل من يتعامل معه وليس مع شرفاء الأمة". وتساءل البردويل "هل اتهام مرسي بالتخابر مع "حماس" معناه أن كل الأحزاب اليسارية والليبرالية وعناصرها ممن تواصلوا مع "حماس" وباركوا لها انتصاراتها في معركة الفرقان وحجارة السجيل هم عرضة للاعتقال والتحقيق؟. أليس هذا أمرًا مخزيًا ومعيبًا أن تصل الخصومة السياسية داخل مصر إلى التعدي على شعب فلسطين المقاوم؟. أليس الأولى بهؤلاء أن يتصدوا للحملة الصهيونية على المقدسات العربية والإسلامية؟. هل هذا هو ما وصلت إليه عبقرية صانعي هذا القرار اللئيم؟". وأضاف "نحن نهيب بكل أبناء الشعب الفلسطيني وبكل أبناء الشعب المصري وكل أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يستنكروا هذا القرار البغيض الإجرامي الذي يضع "حماس" على قائمة الإرهاب، ويحاكم رئيسًا منتخبًا في مصر لأنه وقف إلى جانب المقاومة ومع الشعب الفلسطيني". وجدد التأكيد أن حماس لم تتدخل ولا تتدخل في الأزمة المصرية الداخلية، وأنها لم تؤذ مصر، ولا يوجد أي دليل على ذلك، معبرًا عن أسفه أن يجري التعامل بهذه الطريقة مع حركة "يعرفها كل الشعب المصري أنها شوكة في حلق الاحتلال". ونفى البردويل بشدة أي علاقة لـ "حماس" بسجن وادي النطرون، وقال "التلفيق الذي صدر بشأن موضوع السجون باطل جملة وتفصيلاً، ولم يكن لأحد من أبناء "حماس" في السجن الذي كان فيه الرئيس محمد مرسي، ولم يثبت أبدًا أن أحدًا من "حماس" كانت له علاقة بهذا الملف". من جانبه، أصدر قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، المستشار حسن سمير، الجمعة، قرارًا بحبس الرئيس المنتخب محمد مرسي لمدة 15 يومـًا احتياطيا بعد اتهامه بالتخابر مع حركة "حماس".