دمشق - جورج الشامي
أكدت نتائج تحقيق أممي ما سبق لناشطين سوريين أن قالوه عن مسؤولية نظام بشار الأسد في ارتكاب مجازر وحشية في أنحاء متفرقة من سوريا، لاسيما في منطقة بانياس الساحلية، ذات الأغلبية السنية. وقال تقرير أممي نشر الخميس إن "محققين في مجال حقوق الإنسان تابعين للأمم المتحدة خلصوا إلى أنه من "شبه المؤكد أن تكون قوات الحكومة السورية ارتكبت مجزرتين في مايو/ أيار قتل فيهما ما يصل إلى 450 مدنيا. ووثق ثماني عمليات قتل جماعي حمل مسؤوليتها كلها لقوات النظام، باستثناء واحدة، وقد بعثت عمليات القتل في منطقتي البيضا ورأس النبع حيث يقيم متعاطفون مع الثورة، محاطين بقرى موالية لبشار الأسد على مشارف بلدة بانياس الساحلية. وقام الفريق المكون من عشرين محققا بإجراء 258 مقابلة مع لاجئين ومنشقين وآخرين في المنطقة وفي جنيف، بما في ذلك عبر موقع "سكايب"، وهذا التقرير هو التقرير رقم 11 في عامين، ولم يسمح لهذا الفريق بالدخول إلى سوريا قط رغم الطلبات المتكررة. وذكر التقرير أن "ما بين 150 و250 مدنيا قتلوا في البيضا بينهم 30 امرأة عثر عليهن في بيت واحد وأعدمن في ما يبدو"، وأضاف أنه "لم يكن هناك نشاط لمقاتلي المعارضة في المنطقة آنذاك". وقال التقرير إن "الشهادات كانت منسقة بأن أعضاء في قوات الدفاع الوطني (الشبيحة) شاركوا بفاعلية في الهجمات وقادوها في كثير من الحالات. وتابع: وبناء عليه كان هناك مجال للاعتقاد بأن القوات الحكومية والمسلحين التابعين لها بمن فيها قوات الدفاع الوطني هي التي ارتكبت مجزرة البيضا". وفي اليوم التالي ومع انتشار أنباء تقدم الميليشيات بدعم من جيش النظام حاول مئات المدنيين الهروب من قرية رأس النبع المجاورة لكن نقاط التفتيش أعادتهم. وقصفت القوات الحكومية القرية ثم داهمها أفراد الميليشيات. وقال التقرير: "بينما كانوا يهاجمون القرية قبض على المدنيين وأعدموا... العملية لم تحدث في إطار مواجهة عسكرية. قوات النظام كانت تسيطر على المنطقة بشكل كامل" وقدر التقرير الضحايا في رأس النبع بما بين 150 و 200 قتيل. وحث تقرير لجنة التحقيق الأممية مجلس الأمن التابع على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وحلل المحققون صورا ولقطات فيديو وصورا ملتقطة بالأقمار الصناعية بالإضافة إلى تسجيلات طبية وخاصة بالطب الشرعي لوضع تقريرهم. وأكد فريق المحققين أيضا مقتل 450 شخصا أثناء هجوم للقوات السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني لاستعادة السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية، وقطعت إمدادات الطعام والماء عن المدينة أثناء حصارها ثم تعرضت لقصف مكثف. وجاء في التقرير أن "نصف القتلى المدنيين تقريبا لقوا حتفهم مبدئيا في القصف المدفعي والجوي للمدينة في الأيام الأولى للهجوم".