نيويورك - مصر اليوم
شكل رفض السعودية شغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن سابقة فاجأت عددا كبيرا من الدبلوماسيين في المجلس. وطرح عدد منهم فرضية تراجع المملكة عن قرارها الذي لم يبلغ إلى المجلس رسميا، فيما انتقدت روسيا القرار والتزمت أمريكا الصمت. وأعلن بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة , تعليقا على قرار السعودية أن الاستبدال المحتمل للسعودية في مجلس الأمن "قرار يعود إلى الدول الأعضاء" إلا أن الأمم المتحدة "لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن". وقال سفير غواتيمالا غيرت روزنتال لدى دخوله مجلس الأمن "كان يتعين عليهم التفكير في الأمر قبل الانتخاب". وأوضح مساعد المندوب البريطاني الدائم بيتر ويلسون "ما زلنا نحاول أن نعرف ماذا يريدون (السعوديون) أن يقولوا". وأقر السفير الأسترالي غاري كوينلان "أنها مفاجأة كبيرة جدًّا"، فيما رفضت السفيرة الأمريكية سامنتا باور الإدلاء بأي تعليق. وعلق السفير الفرنسي جيرار ارو على القرار السعودي قائلا: "نحتاج إلى وقت لنقدر عواقب" القرار، وفي إشارة إلى الانتقادات الحادّة للمجلس من الرياض لعجزه عن إيجاد حل للأزمة السورية، قال "نعتقد أن السعودية قدمت على الأرجح مساهمة إيجابية جدا في مجلس الأمن لكننا نتفهم أيضا إحباطها". وأضاف "صحيح، إن المجلس كان عاجزا عن التحرك طوال أكثر من سنتين"، ومنذ بداية النزاع في سوريا، عرقلت روسيا والصين بصورة منهجية مشاريع غربية تنتقد حليفهما السوري، لكن ارو اعتبر أن "من المبكر جدّا القول" ما إذا كانت الرياض ستغير رأيها. وأكد السفير الباكستاني مسعود خان أنه "يجب أن نتصل بهم لنعرف لماذا اتخذوا هذا القرار". وأضاف "لا أعرف إذا كنا نستطيع إقناع السعودية بشغل مقعدها" في المجلس. ومن جهتها، اعتبرت تركيا (التي انتقدت قصور الأمم المتحدة حيال الأزمة السورية) دخول السعودية إلى مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية "تفقد من مصداقيتها"، ونقلت وكالة أنباء دوغان عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله للصحافيين في إسطنبول: إن "الأمم المتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها" معتبرا أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم. وأضاف: "على حد علمي، إن قرار المملكة العربية السعودية يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة... ينبغي احترام قرارها". وإذا تمسكت السعودية بقرارها، فيتعين على مجموعة " آسيا - المحيط الهادئ" في الجمعية العامة (التي تنتمي إليها السعودية) إيجاد مرشح جديد يفترض أن يوافق عليه أعضاء الجمعية بالتصويت. وأوضح مسعود خان أن على مجموعة آسيا- المحيط الهادئ "أن تجتمع لكن هذا الاجتماع لم يتقرر بعد". وانتقدت روسيا القرار "غير المسبوق" للرياض، معتبرة الحُجج التي قدمت في هذا الإطار في خضم الأزمة السورية "غريبة جدا". وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية"، مضيفة أن "حجج المملكة تثير الحيرة. إن المآخذ على مجلس الأمن في اطار الأزمة السورية تبدو غريبة جدا.