الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
وقّع طرفا النّزاع في جمهورية جنوب السّودان، مساء الخميس في العاصمة الإثيوبيّة أديس أبابا، اتفاقا لوقف إطلاق النّار، يبدأ اعتباراً من الـ 25 من الشّهر الجاري، ويستمر حتى السّابع من شباط/فبراير المقبل، ونصّ مشروع الاتّفاق على وقف الأعمال العدائيّة، والكفّ فوراً عن العمليّات العسكريّة، وتجميد القوّات في المواقع، بالإضافة إلى الامتناع عن مهاجمة المدنيّين، والكفّ عن عمليّات الإعدام من دون محاكمات. وقال عضو وساطة الإيقاد، الفريق محمد مصطى الدابي، في تصريح مقتضب إلى "العرب اليوم" من أديس أبابا، إنه وبموجب الاتفاق، سيتم التوقف عن القتال في جنوب السودان خلال 24 ساعة، مضيفا أن الاتفاق يلزم الأطراف المتنازعة بالكف عن العمل العسكري فورا، كما نص الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية التي دخلت إلى جنوب السودان بالاتفاق مع الحكومة هناك، وكشف تكوين آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق والتزام الأطراف بما جاء في نصوصه. وأضاف أن الوساطة كانت حريصة على أن يتم التوصل إلى هذا الاتفاق، وتطرّق إلى جولات وفد وساطة التي التقى خلالها رئيس جنوب السودان سلفاكيرميارديت، وخصمه رياك مشار، مضيفا أن الخطوة التي تمت، تعني بداية المرحلة الأصعب، وهي المفاوضات الخاصة بالجانب السياسي. وأكد أن أطراف النزاع أعلنت التزامها بما جاء في الاتفاق، وتوقع أن تنطلق المفاوضات الخاصة ببقية الملفات خلال الـ 15 يوما المقبلة، مشيرا إلى أنه وبعد الخطوة التي تمت الخميس، ستعمل الأطراف على إبعاد القوات التي تدخلت لمساعدة كل جانب. وقال إن هذه القوات متوقع ألا تشارك في أي أعمال عدائية مع وجود فريق مراقبة الإيقاد، الذي سيكون فرق للمراقبة في مدن جنوب السودان، وفي أول تعليق على القرار في جوبا، رحب الجيش الشعبي لجنوب السودان بالخطوة. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب أقوير، إن الجيش الشعبي ينفذ سياسات حكومة بلاده المتعلقة بالأمن والدفاع، وكل ما يتم الاتفاق عليه مع أي جهة بخصوص الأمن والدفاع وحفظ السلام والاستقرار، مضيفا في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن الأطراف كلها عليها أن تلتزم بالقرار، مؤكدا أن الجيش الشعبي سيلتزم بوقف العدائيات، لكنه سيراقب الأمن بحذر، مؤكدا أن الجيش الشعبي، يملك الحق في الدفاع عن نفسه إذا تعرضت قواته إلى هجوم. وشدد على أن الدفاع سيكون فقط عن النفس وليس لأي شيء آخر، كما نصّ مشروع الاتفاق على وقف المعارك، وأن يقوم كل طرف "بإعادة إنتشار أو سحب تدريجي للمجموعات المسلحة والقوات الموالية لهذا الطرف أو ذاك من ساحة المعارك". ورحبت الحكومة السودانية بالاتفاق، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم باسمها أحمد بلال عثمان أن الاتفاق الذي تم في أديس أبابا مهم جدا، ومن شأنه حل الأزمة، سيما وأن اثار الصراع امتدت إلى دول الجوار بما فيها السودان، وأشار إلى أن بلاده جربت الحرب لأعوام طويلة، مؤكدا أن فاتورتها باهظة الثمن، وأنها لاترغب في أن يسود الصراع والتوتر جنوب السودان، مؤكدا في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن بلاده حريصة على ألا تخلق عدائيات مع طرف من أطراف النزاع في الجنوب، لأن العلاقة متصلة بين البلدين، وتعهد بأن تلعب بلاده الدور المطلوب تجاه جنوب السودان ،بالاستمرار في تقربب وجهات النظر، عبر منظمة الإيقاد، أو من خلال المجهودات الثنائية المباشرة التي يقودها الرئيس السوداني عمر البشير ، للوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة التي تفجرت في الخامس عشر من الشهر الماضي في جنوب السودان.