دمشق - جورج الشامي
لم يستبعد المستشار السّياسي لرئيس الائتلاف الوطنيّ السّوري منذر آقبيق الانسحاب القريب لوفد الأسد المفاوض هروباً " من التزاماته ببيان جنيف1 أمام المجتمع الدّولي والائتلاف الوطنيّ، الذي يطلب توقيعاً خطيّاً من قبله، يوضّح فيه موافقته على اعتبار جنيف1 هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه هذا المؤتمر، والدّاعي بدوره إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد وبكامل الصلاحيات". وأكد آقبيق أن "بيان جنيف1 لم يستخدم مصطلح (واسع الصلاحيات) بل (كامل الصلاحيات)"، وهذا ما اعتبره "إشارة في غاية الوضوح تبيّن موقف الائتلاف من عدم إمكانية قبوله لوجود أي دور لبشار الأسد وأزلامه وكامل مؤسساته الأمنية والعسكرية في سورية المستقبل". وقال آقبيق في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي: " لن نسمح لوفد الأسد بتقزيم متطلبات الشعب السوري وحصرها فقط بالقضايا الإنسانية، بل سنلاحقه إلى النهاية حتى يسلّم بانتقال السلطة، لأننا في الحقيقة لا نستطيع فصل هاتين القضيتين عن بعضهما البعض، فالمأساة الإنسانية متعلقة بشكل وثيق ببقاء نظام الأسد المجرم على رأس حكمه". وفسّر المستشار السياسي للائتلاف تباطؤ وفد النظام عن التسليم ببنود جنيف1، التي أقرّ بها لمجرد قبوله المجيء إلى المؤتمر حسب قوله بأنّه "أمر طبيعي في البداية، نتيجة إرغامه من جانب المجتمع الدولي على حضور المؤتمر، الذي حاول بمختلف وسائله الإرهابية التي يتقنها، بأن يدفع الائتلاف الوطني والقوى الثورية الأخرى إلى عدم الموافقة على الحضور". وأردف آقبيق في ختام تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي " أعتقد أن الأمر أمسى في غاية الوضوح أمام المجتمع الدولي، بأنّ النظام لا يرغب بأيّ حل سياسي، وأن استعداده الذي أبداه للمجيء إلى جنيف، لا يعدو كونه ثمثيلية فضحها سلوك وفده المفاوض، بعد أن كشف القناع عن سياسته بعدم جديته في الوصول إلى حلّ سياسي يحقن دماء السوريين ويفك أسر المحاصرين، حيث لم يخجل الأسد من استخدام المدنيين كرهينة وورقة ضغط سياسية يسعى من خلالها لتوطيد حكمه العسكري داخل البلاد، آخذا من جماجم الأطفال والمدنيين وسيلة لذلك". وأكد الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي أن "مفاوضات جنيف2 بشأن العملية الانتقالية في سورية تتزامن مع حملة إعلامية شرسة يقودها إعلام الحكومة، يهدف من خلالها إلى خلط الأوراق وتغيير مسار المفاوضات، والتملّص من نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد حسبما جاء في بنود جنيف1 التي تعتبر الأساس الثابت لمفاوضات المؤتمر اليوم.