دمشق - جورج الشامي
استغرب رئيس المكتب الإعلامي لـ"الائتلاف الوطني السوري"، خالد الصالح، "تصريحات مندوب حكومة الأسد في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، والتي قال فيها؛ إن سقف الحوار يجب أن يكون وطنيًّا بامتياز، وسنحاول سحب الطرف المفاوض الآخر قدر المستطاع إلى هذا السقف". وأضاف الصالح ردًّا على تلك التصريحات، التي وصفها بـ"العمياء، نظرًا إلى عدم قدرتها على مصالحة الواقع، ومن ثمّ يعني ذلك عدم جدية قائلها بالوصول إلى حلّ سياسي"، إن "التكلم عن سقف الوطنية من جانب حكومة الأسد، هو أمر في غاية الغرابة، فمن يضع شخص الأسد كخطّ أحمر، ويعتبره أحد ثوابته الأساسية في المفاوضات التي يذهب خلالها عشرات الآلاف من السوريين، عليه أن يحترم ما بقي من ماء وجهه ولا يتكلم عن الوطنية". وانتقد الصالح، اتهام الجعفري، بـ"تبعية قرار "الائتلاف" إلى أجندات خارجية"، قائلًا، "أعتقد أن قبول حكومة الأسد بشكل رسمي، الذهاب إلى الجولة الثانية للمفاوضات في جنيف، حسبما جاء على لسان فيصل المقداد، وبعد 5 أيام من إعلان الروس ذهاب حكومة الأسد إلى جنيف، يفضح كذب ادعاءات الأسد باستقلاليته السياسية، ويبين أن المجتمع الدولي ساقه إلى جنيف رغمًا عن أنفه". وأضاف الصالح، في تصريح خاص لمكتب "الائتلاف" الإعلامي، "ربما نسي الجعفري عندما تكلم عن السيادة الوطنية تصريحات سيده وزير خارجية حكومة الأسد، وليد المعلم، عندما قال، في مؤتمره الصحافي الأخير في موسكو، "اليوم قدمت مشروعًا للوزير لافروف بشأن الترتيبات الأمنية التي يجب أن نقوم بها في مدينة حلب، وإذا نجحت جهوده، وآمل أن تنجح، وأن يلتزم الجميع بتلك الترتيبات، أعتقد أننا نستطيع أن نبدأ كنموذج في حلب، ثم ننطلق إلى مدن أخرى مثل داريا!!! ونحن ننتظر من الوزير لافروف أن يعلمنا عن ساعة الصفر لكي نلتزم". وفي ختام تصريحه لمكتب "الائتلاف" الإعلامي، قال الصالح، منتقدًا، عدم إدراك الجعفري لما سماه "أبجديات القانون الدولي"، ردًّا على قوله، "بوجوب مناقشة بنود "جنيف1" بندًا بندًا، وبالتسلسل، "نحن أيضًا نريد بحث كلّ شيء، ولكن لابد من وجود هيئة حكم انتقالية مستقلة، قادرة على اتخاذ قرارات التنفيذ، في ما يخص وقف إطلاق النار وفك الحصار، لذا فإن تشكيل هيئة حكم انتقالية هي الأولوية والمفتاح الأول لضمان تنفيذ بنود "جنيف1" كافة، فعلى حكومة الأسد أن تعلم أن التسلسل المطلوب لنجاح "جنيف2"، ليس هو التسلسل الرقمي، بل التسلسل المنطقي والقانوني". وفي السياق ذاته، اعتبر كبير مفاوضي وفد "الائتلاف الوطني السوري"، هادي البحرة إعلان الروس، "استعداد حكومة الأسد حضور الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، يدلّ على عدم استقلالية الأخير في اتخاذ قراره، وأنه مرغمٌ من قِبل روسيا على حضور "جنيف2" تنفيذًا لقرار 2118". وتابع البحرة، في تصريح خاص لمكتب "الائتلاف" الإعلامي، "بينما الائتلاف أعلن اتخاذ قراره على لسان رئيسه منذ انتهاء الجولة الأولى للمفاوضات، ما يدل على استقلالية قراره، وجديته في الوصول إلى حل سياسي".