الخرطوم - مصر اليوم
قال عميد معهد الدراسات الأفريقية السابق في جامعة القاهرة، وعضو مجلس النواب الدكتور السيد فليفل، أن الزيارة التي يقوم بها الوفد الأكاديمي المصري حاليا للسودان الشقيق، تأتي بدعوة من الدكتور كمال عبيد، رئيس جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم، والدكتور يوسف خليفة أبو بكر، مدير مركز "يوسف خليفة"، لكتابة اللغات الأفريقية بالحرف العربي.
وأشار الدكتور فليفل،- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الخميس/ - إلى أنه تم عرض تجربة مركز "يوسف خليفة"، في كتابة اللغات الأفريقية للشعوب الإسلامية بالحرف العربي، من أجل إعادة كتابتها مرة أخرى بنفس الحرف الذي كانت تكتب به من قبل فترة الاستعمار بهدف إعادة الاعتبار للهوية العربية والعلاقات العربية الأفريقية.
وأضاف أنه تم خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، عقد لقاء تشاوري مع الجانب السوداني، للتوصل إلى بروتوكول للقيام ببحوث مشتركة في هذا المجال الثقافي حرصا على إعادة مكانة اللغة العربية "لغة القرآن"، والحرف العربي إلى الدول الإسلامية الأفريقية مثل "السنغال، ومالي، ومناطق جنوب موريتانيا"، فضلا عن مناطق أخرى عديدة داخل القارة الأفريقية، فضلا عن داخل السودان نفسه، لافتا إلى أن السودان لديه تجارب على بعض المجتمعات التي لا تعد العربية فيها "لغة أم".
وقال النائب البرلماني، "إنه يتم حاليا كتابة اللغة الأم في بعض المجتمعات الأفريقية بالحرف العربي بدلا من الحرف اللاتيني، وهذا معناه تقريب المواطنين غير الناطقين باللغة العربية إلى اللغة العربية التي يتعاملون بها مع المصحف الشريف مكتوبة بالحرف العربي"، موضحا أنه عندما تكتب هذه اللغات بالحرف العربي ستضيف إضافة قوية إلى الرصيد العربي بشكل عام مما يعيد تأكيد هوية الدول الأفريقية إلى مرحلة التواصل مع التاريخ الأفريقي المتماسك مع التاريخ العربي قبل الاستعمار الأوربي.
وأضاف الدكتور فليفل، "إننا بصدد ما يمكن أن نسميه رد فعل ثقافي على الإجراءات التي قام بها الاستعمار الأوروبي لاستلاب اللغات الأفريقية وتحويلها إلى الكتابة بالحروف اللاتينية".
وأوضح الدكتور فليفل، أن الوفد الأكاديمي المصري الزائر للسودان حاليا يضم نخبة من الأكاديميين المصريين، منهم الدكتور حسن صبحي عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، وأساتذة من جامعة أسوان التي تتبنى حاليا توجها نحو أفريقيا، كما تهتم أيضا باللغات الأفريقية وخاصة في كلية الألسن جامعة أسوان، وعميدها الدكتور فريد عبد الظاهر، الذي يتفاعل تفاعلا إيجابيا مع الدكتور يوسف الخليفة، ومركزه بالخرطوم، ليكون التعاون العلمي في هذا الاتجاه مثمرا لقيام جامعة أسوان والمركز السوداني، بدور على الصعيد الأفريقي في مجال الحرف العربي لكي تكتب به اللغات الأفريقية.
وأوضح أيضا أن الدعوة موجهة من الجانب السوداني، لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، وجامعة أسوان، باعتبارهما جهة "التخصص" في هذا المجال، مشيرا إلى أن مصر لديها علاقات قديمة مع جامعة أفريقيا العالمية، وجامعة أم درمان، وجامعة الخرطوم، ولكن الاتفاقيات بين البلدين لم تجدد منذ فترة الأحدث الأخيرة التي شهدتها مصر، مؤكدا أن عميد معهد البحوث الأفريقية الدكتور حسن صبحي، مهتم جدا بإعادة التوقيع على اتفاقية تعاون جديدة مع السودان الشقيق.
وفي سياق آخر، قال الدكتور السيد فليفل، إنه تم على هامش الزيارة التباحث مع الأكاديميين وأساتذة الجامعات السودانية بشأن أهمية بناء موقف استراتيجي "مصري سوداني" للتعامل في مسألة مياه النيل.