رجال سلاح المدفعية

احتفلت القوات المسلحة المصرية، السبت، برجال سلاح المدفعية، وجهودهم وتوفقهم وتفانيهم في أداء مهامهم خلال الحقبة التاريخية الماضية، ومنحتهم اليوبيل الذهبي لسلاح المدفعية والذي يعد درعًا من دروع القوات المسلحة التي تحمي الوطن.

 ويتم خلال الاحتفال، بحضور قادة القوات القوات المسلحة، تكريم جميع القادة والضباط المتميزين من رجال سلاح المدفعية، تقديرًا من القوات المسلحة لهم على أدائهم أثناء خدمتهم في هذا السلاح وتفانيهم في عملهم، فضلًا عن تكريم رموز المدفعية وأسرهم والذين كان لهم الفضل في أن يظل سلاح الدفعية عريقًا ومدفعًا عن أمن واستقرار الحدود والوطن.

 وذكر بيان للقوات المسلحة أنه سلاح المدفعية، اتخذ يوم 8 سبتمبر/أيلول من كل عام، عيدًا لهم لما حققه رجال المدفعية المصرية من بطولات في ذلك اليوم، حيث كان قرار اللواء أ ح عبد التواب أحمد هديب، مدير المدفعية، يوم 08/09/1968 الذي اتخذه بناءً على المعطيات السياسية والعسكرية ورداً على قيام العدو الإسرائيلي بقصف الزيتية في مدينة السويس، بتنفيذ قصفة نيران مركزة قوية ضد جميع الأهداف المعادية على طول مواجهة قناة السويس وبعمق حتى 10 كيلو مترات بغرض تدمير الخط الدفاعي الأول الذي بدأ العدو الإسرائيلي بناءه على الجانب الشرقي للقناة، وتكبيده خسائر فادحة قدرت بإسكات 17 بطارية مدفعية وتدمير 6بطاريات مدفعية و19 دبابة و27 دشمة مدفع ماكينة و8 مواقع صواريخ أرض أرض و4 مخازن وقود ومنطقة إدارية.

 وكان لقصفة النيران التي نفذت لمدة 3 ساعات متتالية بتجميع نيران 38 كتيبة مدفعية يوم 08/09/1968 الأثر الأكبر في رفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة وإثبات أن جيش مصر قد هب من كبوته ليقول كلمته في الصراع الدموي الدائر بين العرب وإسرائيل، وأيقن العدو في هذا اليوم أن السيطرة النيرانية قد آلت للقوات المسلحة المصرية.

واستمرت السيطرة النيرانية للمدفعية المصرية حتى بداية مرحلة الاستنزاف عام 1969 وتمكنت المدفعية المصرية يوم 08/03/1969 من تدمير الجزء الأكبر من الخط الدفاعي للعدو على الضفة الشرقية للقناة في قصفة نيران استمرت لمدة 5 ساعات، وتنفرد المدفعية المصرية عن باقي مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب فى وقت واحد، وذلك ما ظهر جلياً في جميع معارك المدفعية المصرية حتى الوصول إلى أكبر حشد نيرانى في حرب أكتوبر 1973 وهو أعظم تمهيد نيراني تم تنفيذه حتى الآن ويدرس في الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية وكان نقطة انطلاق لحرب السادس من أكتوبر المجيدة .

 كما يمثل يوم المدفعية 08/09/1968 علامة فارقة في تاريخ المدفعية المصرية؛ لأنها كانت نقطة التحول الرئيسية على الجبهة المصرية، وعلم العدو أنه هو الطرف الخاسر في حرب الاستنزاف واعتبرت القوات المسلحة هذا التاريخ هو يوم المدفعية .

 ونشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع فيلما وثائقياً عن المدفعية المصرية بمناسبة عيدها الذهبي، وتضمن الفيلم لقطات نادرة في تاريخ المدفعية المصرية خلال حروب مصر المتعاقبة، ولحظات دخول أبطال المدفعية سيناء عقب انتصار حرب أكتوبر 1973. والجدير بالذكر أن سلاح المدفعية يستخدم العديد من الأسلحة والمعدات الحديثة، بالإضافة إلى أن أفراد السلاح  بمعد المدفعية للعمل على هذه الأسلحة باحترافية كبيرة.