الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس،أن بلاده تخوض منذ ست سنوات معركة ضد الإرهاب، حققت فيها نجاحاً وتقدماً كبيراً: «لكنها لا تزال مستمرة ولم تنته بعد»، مشيراً إلى أن هذه المعركة تختلف عن كل المعارك السابقة، ومنها الحروب المصرية ضد إسرائيل (1967 - 1973)، التي كانت «معالمها واضحة، ومعروف فيها الخصم والعدو»، على حد تعبيره.

وأوضح السيسي في كلمته خلال فعاليات ندوة تثقيفية للقوات المسلحة، حملت عنوان «أكتوبر... تواصل الأجيال»، أن «ما حققه المصريون في أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وما تكبدته إسرائيل وقتها من خسائر عسكرية وبشرية كبيرة، جعل قرار الجانب الإسرائيلي الاستراتيجي هو تحقيق سلام مع مصر، تستعيد الأخيرة بمقتضاه أرضها، حتى لا تعاني إسرائيل مرة ثانية مثل هذه الخسائر».

وأضاف السيسي أن «الخسائر الكبيرة هي أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل للموافقة على السلام. فقد كانت الخسائر البشرية المقدرة بالآلاف أمراً لم تكن الأسر الإسرائيلية على استعداد لتكراره؛ حيث وصلوا إلى قناعة بأنه إذا كان الجيش المصري قد فعلها مرة، فهو قادر على فعلها كل مرة».

في سياق ذلك، أبرز السيسي أن «المعركة لم تنته بعد. فالمعركة ما زالت موجودة حالياً، وإن كانت بمفردات مختلفة؛ لأنه في الحالة الأولى كان العدو والخصم واضحاً، أما الآن فقد أصبح العدو غير واضح؛ بل أصبح موجوداً معنا وبيننا».

وزاد السيسي قائلاً: «ما حدث عام 2011 (في إشارة إلى أحداث 25 يناير «كانون الثاني») هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ. فقد قدموا للناس صورة مفادها أن الأمور تتغير بمجرد تغيير أشخاص، وكأن هناك عصا سحرية ستحل جميع المسائل. وبالطبع هذا غير صحيح... وأنا أتحدث معكم الآن بكل صدق».

واستطرد الرئيس المصري قائلاً: «دخلنا الآن السنة السادسة في معركة مكافحة الإرهاب. صحيح حققنا نجاحاً كبيراً وتقدماً كبيراً في هذه المعركة؛ لكنها لا تزال مستمرة ولم تنته بعد».

وفي موضوع منفصل، نبَّه السيسي إلى ما تمثله مشكلة الزيادة الكبيرة في معدل النمو السكاني من تحدٍ لجهود الدولة في تحقيق التقدم المنشود، وهو التحدي الذي لا بد من التعامل معه بالجدية اللازمة. وقال بهذا الخصوص: «إن تعداد سكان مصر في خمسينات القرن الماضي كان نحو 20 مليون نسمة، وفي عام 1986، أي بعد 36 عاماً، أصبح المصريون 50 مليوناً، أما في الوقت الحالي فنحن نتحدث عن 100 مليون مواطن، وبعد أن كان العدد يتضاعف كل 35 عاماً، أصبح يتضاعف كل 30 عاماً، وإذا استمر الوضع بهذه الطريقة فلن يكون هناك أمل في تحسن حقيقي لهذا الواقع»، لافتاً إلى أن «هناك 22 مليون شخص في مرحلة التعليم، فكيف يتلقون تعليماً جيداً ويحصلون على فرص عمل، في ظل ضخ مليون فرد في سوق العمل كل عام؟».

وأضاف السيسي موضحاً أن ما يتم تحقيقه في الدولة «سوف يضيع في حال عدم وجود وعي لدى المصريين في الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات، وعلى الرأي العام في مصر أن يحافظ عليه».

وخاطب السيسي الشعب قائلاً: «كل المطلوب هو الفهم الصحيح لحقيقة الأمور والتحلي بالصبر، وأن نستمر في البناء والتعمير مهما كانت الصعوبات... وألا نختزل الأمر في مجرد مطالب شخصية، حتى لا تتعرض البلد لأي انهيار بفعل شائعات كاذبة، وتحليلات زائفة، وفوضى في التقديرات؛ خاصة أن هناك من يتحدثون بكلام لا يستند إلى أي واقع حقيقي، وعلينا ألا ننسى أننا في بلد يزيد عدد سكانه على 100 مليون، وموازنته المالية محدودة للوفاء باحتياجاتهم وتطلعاتهم».

وأضاف السيسي: «هذه هي ظروفنا الاقتصادية، وليس أمامنا إلا العمل الجاد والصبر»، مشيراً إلى أن «أعباء إضافية استجدت على الموازنة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار البترول، الذي وصل إلى 85 دولاراً للبرميل، بعد أن كان نصف هذا الثمن في بداية العام». كما أكد أن «المشكلات الموجودة على الساحة الآن لن تُحل إلا بإرادة المصريين والعمل الجاد والصبر؛ لأنه من دون ذلك سنكون قد خدعناكم وقلنا كلاماً غير حقيقي».

وأنهى السيسي كلمته قائلاً: «من الممكن أن تسألوني: لقد وعدتنا بأنك سوف ترينا بفضل الله دولة أخرى بحلول 30 يونيو (حزيران) 2020، وأنا أقول: إن شاء الله سيحدث ذلك»