أحمد الطيب شيخ الأزهر

أعرب شيخ الأزهر عن تعازيه للشعب المصري، عقب الحادث الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد الروضة في سيناء، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال الطيب إن الأزهر بفضل الله وبصمود الشعب المصري ماضً في فضح الفكر الضال وتفكيكه، مضيفا: "مصرنا المحروسة قادرة على دحر فلول الإرهاب والقضاء على جماعات الجهل".

وجاء نص كلمته كالتالي:

يتقدم الأزهر بخالص التعازي في شهدائنا الأبرار، الذين لقوا ربهم اليوم، وهم يؤدون صلاة الجمعة في مسجد الروضة بالعريش، بعد أن فاجأتهم عصابات القتل والإجرام وسفك الدماء وأمطروهم بوابل من رصاص الغدر وقنابل الخسة والخيانة، ونحن لا نزال نؤكد للمصريين جميعا أن هذا الهجوم الغادر الذي استهدف المصلين إنما يستهدف في الحقيقة وطنكم بل يستهدف حياتكم وعزيمتكم وإصراركم على أن تعيشوا في أمن واستقرار.

ونؤكد أن هذه العمليات الخبيثة لا تعكس دينًا ولا خلقًا ولا قوة لدى مرتكبوها بقدر ما تعكس مروقا في الدين وتخبطًا ويأسًا وهزيمةً داخلية في نفوس أصحابها. وما يحدث اليوم يؤكد على ما قلناها ونكرره اليوم أن هذا الإرهاب الأسود المتوحش إنما يقصد في المقام الأول مصر وشعبها ومساجدها وكنائسها وجيشها الباسل ورجال أمنها الأبطال، لكن مصر المحروسة، التي لم ولن تقهر، قادرة بعون الله على دحر فلول الإرهاب والقضاء على جماعات الجهل ودعاة التكفير وخفافيش الظلام.

ورغم مصابنا الفادح وحزننا البالغ  فإننا نؤمن بقضاء الله تعالى وقدره وبقوله( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). ونداؤنا إلى الأمتين العربية والإسلامية وللصادقين الجادين في محاربة الإرهاب ومحاصرته أن يقفوا مع مصر صفًا واحدًا ويدًا بيد وأن لا يتركوها في مواجهة هذا الإرهاب العالمي الخبيث. وعلى أحرار العالم في الشرق والغرب أن يسارعوا في الكشف عمن يقف وراء هذا الإرهاب، ويمده بالمال والسلاح ويوفر له المأوى والحماية.

هذا، والأزهر بفضل الله تعالى وبصمود الشعب المصري لماضٍ في فضح هذا الفكر الضال المضل وتفكيكه ونقضه وتحصين شباب الأمة من الوقوع  في شباكه وبراثنه، ولن تثنيه هذه الجولات الغادرة من الباطل وأهله عن أداء رسالته التي يقوم بها منذ أكثر من ألف عام.