القاهرة - فريدة السيد
كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن التعامل الشعبي مع سد النهضة أثر سلبيا على موقفنا مع القضية لافتًا إلى أن طريقتنا في تناول الموضوع أضعفت موقفنا.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقاءه ممثلي الشعب لبحث الأوضاع الداخلية والخارجية، أن طرح الإعلام لأي قضية يعبر عن سياسة الدولة مضيفا "عندما يقرأون ما يكتب ويثار عبر وسائل الإعلام، يعتقدون أنها رسالة الدولة إلى الخارج، وهو ما أثر على سير المفاوضات بين القيادات السياسية"، مضيفًا "من حاولوا عزل مصر وحصارها لم ينجحوا في ذلك، وأرى أن وعينا كمصريين يزيد كل يوم وهو مناعة وحصانة، فما حدث على مدار الخمس سنوات الماضية كان له تأثيرا كبيرا على تشكيل وعى الناس، فهم لم يعدوا بحاجة لتصويب وتصحيح وعيهم". وأشار السيسي " ما تمر به البلاد هو تجربة مصرية فالممارسة السياسية والإعلامية الحالية تجربة نسعى لأن تسير في مسار طبيعي، ونتحمل تكلفة هذه التجربة، التي لها خصوصية مصر، وسنحافظ عليها لأنها ستكون نافذة البلد.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن هناك محاولة لطمس الحقيقة وتزييف الواقع، قائلاً: "المصريون يحتاجون إلى الانتباه إلى محاولات تزييف الواقع، ونحتاج أن ننتبه لهذه القضية، وأن يزيد وعى المصريين في هذا الملف يوم عن يوم". وأوضح الرئيس السيسي في لقائه بممثلي الشعب المصري، أن هناك محاولات لإفقاد الثقة فى كل شيء وتعظيم الانتقاد لكل شيء، مؤكدًا أن محاولات هدم قدرة الدولة شعب وحكومة وقيادة وإفقاد معنوياتها وتحطيم الأمل وتقديم اليأس".
وقال: "لم نفرط في حقنا، وأعطينا حق الناس لهم، فمصر لم تفرط في ذرة رمل وأعطتها للسعودية". وأضاف السيسي خلال لقائه بوفد ممثلي فئات الشعب، لبحث الأوضاع الداخلية والخارجية، أن الإشكالية كرأي عام هي أن هناك مسافة بين سياق الدولة والسياق الفردي في تناول الموضوع، وتابع: "هذا الموضوع لم يتم تداوله حتى لا نؤذى الرأي العام في البلدين"، وأوضح "السيسي"أنه كان هناك ظروف سياسية وأمنية سواء في تولى مصر مسئولية الحفاظ على الجزيرتين من السقوط في يد أحد آخر، فضلا عن تداعيات الحروب واتفاقية السلام، متسائلاً: "هل كان مناسب طرحها بعد معاهدة السلام، ووقتها كان هناك حساسيات بشأن هذه الاتفاقية".
وقال السيسي: "أقول للمصريين شئ في تعيين الحدود، أننا لم نخرج عن القرار الجمهوري الذي صدر من 26 سنة، وتم إيداعه في الأمم المتحدة". وأشار إلى أن ردود الأفعال الخاصة بالجزرتين لن تؤثر على العلاقات المصرية السعودية، مضيفاً: "أنا أخذت الضربة في صدري، ولو كنت أعلنت عليكم الموضوع من 8 أشهر كنا ندخل نفس السياق على مدار الثمان شهور الماضية"، وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم العزاء لأسرة الشاب الإيطالي ريجيني، مذكرا فى الوقت نفسه بأن هناك ابن مصري مفقود في إيطاليا هو عادل معوض.
وأضاف "بمجرد الإعلان عن مقتل الشاب الإيطالي، فهناك ناس منا اتهمت الأجهزة الأمنية، وشبكات التواصل تداولت الأمر ومنهم إعلاميين، وقالوا انتوا اللي بتقولوا أن الأجهزة الأمنية عملت كدة، نحن نتعامل بالشفافية وهناك فريق من الإيطاليين يتابع التحقيق، والنائب العام أي قضاء مصر يقوم بالتحقيق في الأمر وليس وزارة الداخلية". وقال السيسى "الحكاية أن بيننا ناس شر، تعمل على استغلال هذه القضية، وهم يشككون في أي مشروع"، موضحًا أنه طلب مذكرة عن عن جزيرتي تيران وصنافير في يونيو 2014، وتأكد من أحقية مليكتها إلى السعودية، مؤكدًا أن مصر حريصة على أن تعطى الحقوق لأصحابها.
و أكد السيسي أنه استشار كل مؤسسات الدولة والمتخصصين حول الجزيرتين، معلقًا: "سألت كل الناس، لأنه حق بلد، مكنش ينفع أسكت عليه، وأجهزة الدولة تنسق في هذا الأمر بكل ما تعنيه هذه الكلمة". وأعرب الرئيس السيسي عن حزنه للهجوم الذي تعرضت له مؤسسات الدولة، قائًلا: "لا يوجد فى وزارة الخارجية والمخابرات والجيش حد وطني وكلهم عاوزين يبيعوا بلدهم، دول مصريين خارجين من أفراد الشعب، منكم وعليكم، لما تشككوا فيهم بالطريقة دي، فاضل إيه تاني "