السيسي يلتقي رؤساء كبرى دور النشر والشركات التكنولوجية

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، مجموعة كبيرة من رؤساء كبرى دور النشر والشركات التكنولوجية المعنية بإتاحة العلوم المعرفية والتعليمية والموسوعات الكبرى على شبكة المعلومات الدولية، بحضور المشرف على أعمال الأمانة العامة للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، الدكتور طارق شوقي، وأعضاء المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، بأن السيسي استهل الاجتماع بطلب الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء الاعتداءات المتطرفة الآثمة التي شهدتها العاصمة الفرنسية مساء الجمعة الماضية.

وذكر يوسف أن ضعف مستوى التعليم وغياب الوعي الصحيح إزاء الكثير من المواضيع الخاصة بالثقافة والخطاب الديني يُعدان من أسباب التطرف، مؤكدًا أن الأديان كافة تحض على القيم السامية، وتُحَرِّم الإيذاء بكافة صوره سواء كان معنويًّا أو ماديًّا.

ووجه السيسي الشكر للحاضرين ولأعضاء المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي للجهود المبذولة من أجل تنفيذ مشروع "بنك المعرفة المصري" بالتنسيق مع الوزارات المعنية، موضحًا أن هذا المشروع سيكون له دور رائد في تطوير التعليم والارتقاء بمنظومة البحث العلمي في مصر عبر إتاحة المعلومات والقواعد المعرفية للدارسين والباحثين، وهو الأمر الذي سيساهم في تحسين تصنيف مصر في البحث العلمي.

وفي هذا الإطار، نوَّه السيسي إلى أهمية وسائل التكنولوجيا الحديثة ومن بينها شبكة الإنترنت في نشر العلم والمعرفة والمساهمة في عمليات التحديث والتطوير التي تنشدها الشعوب، مشيرًا إلى أهمية التحسب من استخدامها للترويج للأفكار المغلوطة والمتطرفة عبر المواقع المتطرفة التي تتسبب في كثير من الأحيان في استقطاب الكثير من العناصر وانضمامها للجماعات المتطرفة.

وردًا على تعقيب ومقترحات المشاركين في الاجتماع، أكد السيسي محورية التعليم كأحد السبل الفعالة لتحقيق تقدم الأمم، منوهًا إلى أن تطوير التعليم يُعد عملية ممتدة تؤتي ثمارها على المديين المتوسط والطويل وتساهم بفاعلية في تحقيق التطور المنشود في مختلف القطاعات.

ووجّه بقيام المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي بوضع مقترحات لبلورة منظومة متكاملة لتشجيع وتكريم الباحثين وإعداد برامج تأهيل المواطنين لاستخدام بنك المعرفة المصري، منوهًا إلى أن هذه التجربة ستخضع لتقييم شامل بشكل دوري بهدف التعرف على نتائجها وتطويرها بشكل مستمر لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الدكتور طارق شوقي ألقى كلمة استعرض خلالها ملامح المشروع الذي ينفذه المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي مع دور النشر والشركات التكنولوجية المشاركة في الاجتماع، والذي يهدف إلى إنشاء "بنك المعرفة المصري" تنفيذًا للرؤية التي كان السيسي قد طرحها في عيد العلم العام 2014 لتطوير المجتمع المصري إلى "مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر".

وأوضح الدكتور طارق شوقي أن بنك المعرفة المصري الذي سيُعد أكبر مكتبة رقمية في العالم، سيتيح المحتوى العلمي والمعرفي للعديد من الموسوعات العلمية والمواد والمناهج التعليمية مجانًا لكافة فئات المجتمع المصري من المواطنين والباحثين والطلاب على اختلاف فئاتهم العمرية، مشيرًا إلى التعاون الذي أبدته دور النشر والشركات المشاركة لإتمام المشروع وتخفيض تكلفته الإجمالية بواقع 90%.

وذكر الدكتور طارق شوقي أنه سيتم العمل بشكل فوري للبناء الإلكتروني اللازم لإتاحة المحتوى المعرفي وتأسيس بنك المعرفة المصري في غضون شهرين ليبدأ تفعيل بنك المعرفة المصري على شبكة المعلومات الدولية خلال الأسبوع الأول من كانون الثاني/ يناير 2016، وإتاحته على أجهزة الحاسب الآلي المكتبية والمحمولة وكذا الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

وأضاف أنه تم البدء منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في تدريب وإعداد المعلمين ليقوموا بتدريب زملائهم بدءًا من كانون الثاني/ يناير 2016 على استخدام بنك المعرفة المصري وتعريف الطلاب بكيفية استخدامه.