مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية

حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، من استخدام تنظيم "داعش" بعض عناصره المحلية في سيناء كوقود بشري في مواجهة قوات الأمن والجيش المصري، وتوظيفهم بشكل كبير في تحقيق استراتيجية "النكاية والإنهاك" التي ينتهجها التنظيم في مواجهة الدولة المصرية، ومحاولته تشتيت جهود قوات الأمن والجيش الرامية إلى القضاء على بؤر التطرف وطالب المرصد بتكثيف الدعم والمساندة لجهود الدولة المصرية وما تبذله القوات المسلحة وقوات الأمن المصرية في مواجهة موجات التطرف في سيناء والمنطقة بأكملها، وتضافر الجهود للحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة وقوية أمام المحاولات الخارجية الرامية إلى زعزعتها وإضعاف أواصرها.

وذكر المرصد أن استراتيجية "النكاية والإنهاك" التي لجأ إليها التنظيم تعمل على تشتيت جهود مكافحة التطرف، وإنهاك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المعنية بذلك، والعمل على زيادة مناطق الاضطراب والعمليات من خلال الانتشار السريع على مساحات واسعة من الأرض، والتنقل الدائم بين المناطق، مما يتطلب تجنيد أكبر عدد ممكن من العناصر المحلية لهذا الغرض.
ونوه المرصد إلى أن الأشهر الماضية شهدت توافد الكثير من العناصر الأجنبية التابعة "لداعش" إلى سيناء، حسبما ذكرت تقارير بحثية متواترة، والتي تحدثت عن توافد 200 عنصر قتالي من "داعش" ممن تمرسوا على القتال في سورية والعراق وليبيا، كي يديروا العمليات المسلحة في سيناء، وتوزيع الأدوار وتنسيقها بين مختلف العناصر التابعة للتنظيم، لضمان استمرار وجود التنظيم في سيناء أطول فترة ممكنة، والتأكد من توزيع العناصر المسلحة المحلية من أهالي سيناء على مناطق مختلفة ومساحات شاسعة، وتكوين البؤر المتطرفة بشكل عنقودي يصعب معها حصار التنظيم والقضاء عليه.

وأكد أن العناصر الأجنبية مدربة بشكل كبير على القتال والتنقل بين مختلف المناطق، إلا أنها سرعان ما تهرب وتختفي حال اشتداد المواجهات العسكرية والأمنية، لتترك خلفها العناصر المحلية المسلحة كوقود لاستمرار الحرب والقتال.

وقد ذكرت الكثير من التقارير الإخبارية إقدام بعض العناصر الأجنبية الداعشية في سيناء على الهروب إلى الدول المجاورة وترك العناصر المحلية في مواجهة قوات الأمن والجيش، هربًا من العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش هناك.

وأشار المرصد إلى أن هروب العناصر الأجنبية من سيناء وترك العناصر المحلية التي انخدعت بأكاذيب التنظيم يؤكد أن التنظيم لا يرى في العناصر المحلية سوى وقود حيوي يؤدي دوره في إبقاء نار الصراعات والمواجهات المسلحة مشتعلة، وتشتيت الجهود الدولية الموجهة لمحاصرة ومواجهة التنظيم في معاقله في سورية والعراق.
ولفت إلى أن القضاء على التنظيمات المتطرفة في سيناء يتطلب تضافر الجهود للقضاء على تلك التنظيمات في دول الجوار الإقليمي، وتجفيف منابعها وهدم معاقلها التي استقرت بها، لاسيما أن هذه الجماعات تلجأ إلى التنقل بين الدول والاختفاء عن الأنظار للهروب من المواجهات الحقيقة مع الجيوش الوطنية القوية التي تسعى للقضاء على كافة أشكال العنف والتطرف في المنطقة.