محمد الحايس

 انتشرت سيناريوهات كثيرة بشأن مصير الضابط محمد الحايس، والذي كان مختفيًا منذ الحادث الإرهابي الذي شهده طريق الواحات البحرية جنوبي محافظة الجيزة في وقت سابق من الشهر الجاري، وبالرغم من تحريره من خلال عملية نوعية نفذتها وحدات تابعة للقوات المسلحة المصرية، وفقًا لبيان الداخلية، إلا أن سيناريوهات الفترة التي قضاها النقيب الحايس في قبضة الجماعات الإرهابية تمثل لُغزًا مشوقًا للمتابعين.

وقياسًا على العمليات التي تم الكشف عنها من خلال مُنشقين عن تنظيم "داعش" الإرهابي ومحللون عسكريون، بدأت "مباشر 24" عملية البحث في كواليس وأسرار الفترة التي قضاها النقيب محمد الحايس في قبضة الإرهابيون.

نقل لأكثر من مكان

وفقًا لما ذكره محللون عسكريون وخبراء لشؤون الجماعات الجهادية، يستخدم مسلحو تنظيم "داعش" وبشكل خاص في ليبيا التنقل السريع كطريقة للتمويه والهرب من أي رقابة أمنية، وفي سياق مُتصل، كشف أحد المُنشقين عن التنظيم في ليبيا، أن الضحايا الذين يختطفهم التنظيم يتم التعامل معاهم بصور وأشكال مختلفة على حسب أهميتهم، فمنهم من يتم إيداعه في سجون معروفة لدى عناصر التنظيم، ومنهم من يتم احتجازه في منازل مشددة الحراسة وبالأغلب تكون سرية ولا يعرفها سوى قيادات المجموعات.

وأضاف المُنشق أن هناك بعض الشخصيات الهامة يتم التعامل معها بشكل مختلف، حيث يتم وضعهم في سيارات طول الوقت حتى لا يتمكن أحد من تعقبهم.

تصوير فيلم

دائمًا ما يستغل تنظيم "داعش" المُختطفين، ويتم تصوير مقاطع مصورة لهم بعد تلقينهم عدة رسائل، وفي حالة النقيب محمد الحايس لم يظهر أي مقاطع مصورة بالرغم من مرور فترة طويلة على اختطافه، ووفقًا لمحللين هذا أكبر دليل على ارتباك التنظيم وفقدانه السيطرة على مقاتليه.

وأشار أحد المُنشقين عن تنظيم "داعش" يدعي صالح في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية"، إلى أن الرهائن يتعرضون للعديد من عمليات "الإعدام الوهمية"، وعندما تصبح ردود فعلهم بسيطة وشبه غائبة، تتم عملية الإعدام الحقيقية، ولذلك يبدو الرهائن هادئين في فيديوهات النحر.

التخدير

يستخدم "داعش" أسلوب التخدير مع ضحاياه وذلك قبل قتله، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تقريرًا يفيد بأن التنظيم قام بتخدير عدد كبير من ضحاياه أبرزهم الطيار الأردني معاذ الكساسبة قبل حرقه حيًا، وأنه لم يكن واع تمامًا لما يحدث له بحسب تقارير استندت إليها الصحيفة.

وأكدت التقارير أن "عناصر تابعة لتنظيم داعش كشفوا عن قيامهم بإعطاء الكساسبة كمية كبيرة من مادة مخدرة حتى لا يصرخ"، عندما بدأت النيران تشتعل في جسده خلال عملية إعدامه الوحشية، مستندًا أيضًا إلى دراسة مفصلة أجراها مراقبون على شريط فيديو عملية الإعدام، خلصت إلى أن "المراكز الحسية للكساسبة حرقت بسرعة، مما جعله غير قادر على الشعور بالألم جراء اشتعال جسده".

إنقاذ في اللحظات الأخيرة

وبالرجوع إلى سجل عمليات القتل التي نفذها تنظيم "داعش" في ضحاياه المُختطفين، فكان من الممكن أن يكون مصير النقيب محمد الحايس – بطل وزارة الداخلية – الاستشهاد، ومن الممكن أن يكون التنظيم الإرهابي قد خطط لتنفيذ هذه العملية الأربعاء في الأول من شهر نوفمبر.

عملية خاطفة

عملية نوعية نفذتها وحدات القوات المسلحة المصرية، تمكنت من خلالها تحرير النقيب محمد الحايس، معاون أول أكتوبر وتوجيه ضربة قاضية للإرهابيين، حيث هاجم نسور القوات الجوية منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات في إحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم، وأسفرت الضربات عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، والقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية.