محكمة جنايات القاهرة

وصل "سيد" إلى منزله بالمقطم في نهاية يوم طويل في مصنع البطاريات الذي يمتلكه وانتهاء أعماله، تنتظره في المنزل زوجته الثانية، التي تزوجها بعد انفصاله عن الأولى، وله منها 3 أبناء، بينما له من الأولى ابن واحد هو "عبد الله".

"عبد الله" سيظهر في محكمة الجنايات أمام المستشار جعفر نجم الدين، يونيو/ حُزيران المقبل، ليخضع لمحاكمة إثر اتهامه بقتل والده، بسبب خلافات أخلاقية، القصة الكاملة للجريمة التي هزّت حي المقطم ترويها أوراق القضية رقم 1306 لسنة 2017، نرصدها في السطور التالية:

انفصل "سيد" عن والدة "عبد الله" بعد استمرار الخلافات بينهما وما تبعه من استحالة العيش معا، لكن "عبد الله" كان متعلقا بوالدته، وتولدت لديه مشاعر الكراهية تجاه والده، والذي لم يبخل عليه بأموال لكسب تعاطفه.

أقرأ أيضًا: السجن 3 سنوات لضابط قسم المقطم المُتهم بقتل "عفروتو"

مع مرور الوقت وزواج الأب من ثانية وإنجابها، بدأ "عبد الله" في المبيت معهم في المنزل لمدة يومين من باب صلة الرحم ورأى كيف يعامل والده أشقاءه، فبدأ يطلب أموالا بشكل مبالغ فيه فضلا عن إبداء التذمر الدائم والسخط على حاله، وكان يطالب والده بمستحقات والدته.

"أمك مالهاش حاجة عندي يا عبد الله" .. عبارة قالها الأب لينهي مشادة نشبت بينه وبين نجله ذات يوم، وأضاف "أمك ليها فيديوهات معايا ولو مبطلتش زن هفضحها"، هدد "سيد" نجله بنشر فيديوهات فاضحة لوالدته أثناء معاشرتها، والتي زعم أنه كان يسجلها بكاميرا فيديو، لاستخدامها كورقة ضغط على الزوجة للتنازل عن ميراثها أو مستحقاتها.

 تهديد الأب بفضح زوجته السابقة وأم ابنه، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ورجّح كفة الانتقام لدى "عبد الله"، وجعله يتخذ خطوات جادة لقتل والده والتخلص منه إلى الأبد.

مساء يوم 4 فبراير 2017 .. جلس "عبد الله" مع صديق له يُدعى "خالد" ليتفقا معا على التنفيذ، وطفقا يناقشان العقبات التي قد تقابلهما وكان أولها حارس العقار "شعبان"، فأبدى "خالد" تطوعه لتقييد حركته، وحددا مساء اليوم التالي، وذلك بعد الاتفاق مع صديقهما الذي يمتلك سيارة أجرة لنقلهما نظير 150 جنيها، والسلاح الأبيض و"الشال" للتخفي، هم أسلحة الجريمة.

في اليوم التالي، توجه الثلاثة إلى منزل الأب لتنفيذ مخططهم، ترّجل "عبد الله" و"خالد" ملثمين من السيارة وقصدوا العقار بعد التأكد من وجود المجني عليه بداخله .. دخلا مسرعين من الباب ووجدا "شعبان" وبدأت أولى خطوات التنفيذ، حيث انقض عليه "خالد" وقيّد حركته، بينما صعد "عبد الله" إلى الشقة التي يسكن فيها والده وطرق الباب، ففتحت له زوجة والده، فدفعها وأسرع تجاه غرفة نوم والده.

الأب داخل الشقة يسمع طرقات باب المنزل، يهم بالخروج من الغرفة، ويُفاجأ بشاب مُلثم يعاجله بعدة طعنات في الرقبة والصدر، حاول "شعبان" الهروب من "خالد" والصعود إلى الطابق العلوي لإنقاذ مخدومه "سيد" لكن دون جدوى.

تمكن "عبد الله" و "خالد" من الهرب في السيارة صديقهما الثالث، وتوجها إلى شقة "خالد" حيث بدلوا ملابسهم التي تلوثت بالدماء. أسرع "عبد الله" إلى المستشفى التي نُقل إليها والده يصارع الموت، مُتسائلا عما حدث، وبعد أقل من ساعة لفظ "سيد" أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته.

التحريات والتحقيقات قالت إن الخلافات زادت الفترة الأخيرة بين المجني عليه وبين نجله "عبد الله"، والذي ألقت الشرطة القبض عليه، بعد ساعات من الحادث، وأقرّ بارتكاب الجريمة بالاشتراك مع صديقيه "خالد" و"محمد" السائق، وأرشد عن مكان تواجدهما.

وقال خلال التحقيقات والمناقشة، إن والده المجني عليه "سيد"، هدده بنشر فيديوهات إباحية لوالدته، حال تكرار مطالبته بدفع أموال لهما.


قد يهمك أيضًا :

جنايات القاهرة تحسم قضية حرق "شرطة البراجيل" السبت المقبل

تأجيل محاكمة المتهمين في "كتائب حلوان" إلى جلسة الاثنين