القاهرة ـ مصر اليوم
أثار حديث منسوب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماع في مصر، والحديث هو: ""ما طلع نجم الثريا صباحا قط وقوم بهم عاهة إلا ورفعت عنهم أو خفت"، والذي يتحدث مضمونه عن انتهاء فيروس كورونا المستجدّ، في يوم 19 رمضان المقبل، والذي يتوافق مع ظهور نجم الثريا ضمن كوكبة الثور.
وسارع الكثيرون لمشاركة المنشور، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر في حديث أنه إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة عن كل بلدة، وهو الأمر الذي رد عليه الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، موضحًا أن كل ما قيل عن اختفاء وباء كورونا في الأيام القادمة وربطه بحديث نبوي، هو أمر لا أساس له من الصحة، إذ إنه لا بد من الأخذ بالأسباب، وأن الله سبحانه وتعالى، جعل لكل شيء سببا، وأن الوباء له حكمة لا يعلمها إلا سبحانه، ولا ينبغي الانسياق وراء أقاويل نشرها بعض الجهلة الذين يلعبون يعقول الناس وهدفهم شغل الناس عن عبادة الله الصحيحة وذكره.
وعن صحة الحديث المتدوال، فذلك الحديث غير صحيح وإنما الصحيح هو "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة"، وأن الحديث عن المعاملات وكيفية التجارة.
وذكر "عبدالله" أن الرسول صلى الله عليه وسلم، نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، أي أن الشخص يجب أن لا يبع ثمار أو فاكهة وهي الشجر أو في الأرض قبل أن تنضج وتكون صالحة للأكل أي قبل موعدها، لأنه قد تأتي جائحة ما تهلك الثمار، ما يجعل الشخص وكأنه غرر بالآخرين الذين تعاقد معهم، والشرع نهى عن التغرير، لأن ذلك يقود للمشاحنات والخلافات وذلك منافي للشريعة الإسلامية.
وحذر من أن الناس لابد ألا تنساق وراء تلك الأقاويل الكاذبة وتحري أهل العلم، وأن الجهلة الأخرين الذين ينشرون هذه الأحاديث المغلوطة هدفهم شغل الناس عن الله فقط.
فيما ذكر الشيخ الأزهري أحمد مدكور، أن ما يظن البعض عن ظهور نجم الثريا ورفع الجائحة يوم 19 رمضان، وأن الحديث المتداول عن إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة، فهو حديث ضعيف ولا أساس له من الصحة ومكذوب عن النبي، ولم يرد عن رسول الله، وإنما ذكر الرسول الكريم العاهة في أمر معين.
وحذر "مدكور" من أنه من يقول هذا الحديث فإنه يكذب على الرسول، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار"، كما قال الله سبحانه وتعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا".
وأن كل من يشارك من نشر تلك الأحاديث المغلوطة والضعيفة سواء بقولها بشكل مباشر أو تدوالها على مواقع التواصل، فقد قال عنهم النبي "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".
رد معهد الفلك
وقال الكتور محمد غريب من البحوث الفلكية، إن ما يتداوله الناس عن ارتباط نجم الثريا بجائحة فيروس كورونا هو أمر غير صحيح على الإطلاق، وشائعة لا أساس لها من الصحة، وأن علم الفلك يرتكز على دراسة حركة النجوم والكواكب وبعدها عن الأرض، وموت النجوم وتكوين المجرات، ولكن ربط شيء بشيء هو نوع من التنجيم.
وذكر "غريب" أن هناك العديد من النجوم والكوكبات التي تسبح في الفضاء، ولكن ما يتردد عن أن نجم الثريا المتواجد في كوكبة الثور مرتبط بكورونا، هو أمر غير صحيح، وأن النجوم تظهر وتفنى دائما ولكنها علميا غير مرتبطة بأوبئة وإنما مرتبطة بحركة الكواكب وفهم المزيد عن ما يدور في الفضاء خارج كوكب الأرض.
فيما أوضح الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية، أنه ليس هناك نجم باسم الثريا، ولكن هناك حشد نجمي أو عنقود نجمي باسم الثريا Pleiades أو ما نسميه الشقيقات السبع وهو حشد نجمي من النوع المفتوح يقع في كوكبة الثور وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء على الإطلاق.
ويحتوي هذا الحشد على عدد كبير جدا من النجوم ولكن يُمكن رؤية 7 نجوم منها فقط بالعين المجردة ، لذلك سُميت بالأخوات السبعة .. وأكد "تادرس" أنه يوجد هذا الحشد هذه الأيام صباحا في السماء لذلك لا نستطيع رؤيته، وسيشرق هذا الحشد مع شروق الشمس تماما (أي لا نستطيع رؤيته أيضا) في حوالي الخامسة والربع صباحا في سماء القاهرة يوم 16 مايو 2020.. ولكنه سيشرق فجرا وقبل شروق الشمس مباشرة (اي يمكن رؤيته حينذاك) في حوالي الرابعة إلا الربع صباحا بدأ من 6 يونيو ، ومن ثم يبدأ شروقه في التبكير تدريجيا يوما بعد يوم حتى يكون مرئيا في سماء القاهرة قبل منتصف الليل في أوائل أغسطس إن شاء الله.
طبيب فيروسات يعلق: لا أساس علمي لذلك
ورد الدكتور أحمد سنوسي، أخصائي الفيروسات والأوبئة، على ما قيل عبر مواقع التواصل، بأنه شيء غير مستند على أساس علمي، وليس له علاقة إلا إذا كانت هناك تحاليل وأبحاث وبائية، ولا بد أن تكون الأرقام موثوق بها، وعند ذلك يمكن التوقع بموعد انتهاء الفيروس، ولابد أن يكون الأمر مستندا على أبحاث علمية وتحاليل دم ودراسات موثوق بمصادرها، ولا يوجد حتى الآن موعد محدد لاننتهاء جائحة كورونا عالميا.
وأشار إلى أن فيروسات كورونا متطفلة ومتحورة، وأن أعراض الفيروس تختلف من شخص لآخر و تظهر حسب القدرة المناعية للشخص في التعامل مع الإصابة، ولذلك تظهر أعراض جديدة يوميا، فمن الممكن أن يصب الفيروس الجهاز التنفسي فقط، وربما يتنقل من الجهاز التنفسي ليؤثر على أجهزة أخرى من الجسم، وقد يؤدي الفيروس التاجي في بعض المراحل إلى الإصابة بالفشل الكلوي، وذلك ليس نتيجة إلى أنه أصاب الكلية ولكن نتيجة هدم خلايا وأجسام المناعية.
قد بيهمك ايضا
دار الإفتاء تؤكد أن توقيت الفجر المعمول به حاليًّا فى مصر صحيح قطعا
"البحوث الإسلامية" يكثف من تواجد الوعاظ بالمطارات لتوعية الحجاج