المتهمون

فوجئ رجل بثلاثة أشخاص تتوسطهم عشيقته التي نجحت في استدراجه، انقضوا عليه ونجحوا في شل حركته وقيدوه بحبل غليظ بعد أن جردوه من ملابسه، وأجبروه بالتوقيع على إيصالات أمانة، وحانت ساعة الصفر وبدأوا حفل التعذيب، حيث تلقى ضريات موجعة مستخدمين شاكوش حديدي، وسحله على الأرض ذهابًا وإيابًا، ولم تشفع له دموعه التي انهارت فوق وجنتيه في محاولة لإطفاء لهيب حزنه وتخفف عنه بعض آلامه لكن دون جدوى، فازدادت شراستهم في تعذيبه كلما سمعوا صوت أنينه، وقاموا بسحله وحرقه في أماكن حساسة بجسده كي يفقدوه رجولته.

وجلسوا يرقبوا أنفاسه المتقطعة ودقات قلبه الذي كاد أن ينفجر حنقًا وحزنًا وغاب عن الوعي معتقدين وفاته، هموا جميعًا بحمله بعد أن هدأت العيون وحل الظلام ووضعوه داخل سيارة أحدهم التي كادت عجلاتها تنهب الطريق نهبًا، وألقوا به داخل أحد الشوارع في منطقة الزيتون، حيث تصادف وجود حارس أحد العقارات الذي جحظت عيناه وكتم أنفاسه متابعًا إياهم في أثناء قيامهم بإلقاء جثة المجني عليه، ونجح في التقاط رقم لوحة السيارة.

وانتقل على الفور الرائد أحمد عبدالعظيم، معاون مباحث قسم شرطة الزيتون، وتم نقل المجني عليه إلى المستشفى وقرر الأطباء إيداعه العناية المركزة في محاولة لإنقاذه ولإصابته بكسر في الجمجمة واشتباه بنزيف داخلي وتورم في العين ووجود كدمات وسحجات وحروق بأماكن متفرقة وعديدة في الجسد، ووجود تسلخات شديدة بمكان حساس بجسده أيضًا.