الأجهزة الأمنية المصرية

"جريمة 6 ابتدائي".. هكذا أطلق عليها الأهالي في قرية السعدية بمنطقة أبو حماد بمحافظة الشرقية، بعدما ارتدى تلميذ بالصف السادس الابتدائي قناع الإجرام، وقرر مساعدة عمه، على اختطاف تلميذ أخر لمساومة أسرته على الفدية لينتهي الأمر بقتله والقبض على المتهمين.

جريمة في القرية الهادئة

هنا، داخل قرية السعدية في أبو حماد، كانت الحياة هادئة داخل القرية، ذات عدد السكان المحدود، فالجميع معروف في القرية، ينتهي اليوم كما بدأ لا جديد، حتى استيقظت القرية بحادث خطف طفل، مما أصاب الأهالي بحالة من الذعر والخوف.

في منتصف اليوم انتظرت أسرة طفلها أن يعود من الشارع بعد اللهو مع رفاقه دون فائدة، فقد اختفي الطفل صاحب العشرة أعوام من الشارع تمامًا، بحثت الأسرة عنه لدى الجيران والأقارب فلم يجدوه، استمرت رحلة البحث حتى صباح اليوم التالي، فقد عادت أشعة الشمس للشروق مرة أخرى لكن الطفل لم يعود معها.

لجأت الأسرة إلى مركز الشرطة وحررت محضرًا باختفائه، ومع مرور الوقت عثروا على جثته مقتولًا ومُلقى على حافة ترعة السعدية، لتتوصل تحريات أجهزة الأمن إلى أن وراء ارتكاب الجريمة "تلميذ" وعمه، فتم القبض عليهما.

جريمة خطط لها طفل

اعترافات المتهمين كشفت النقاب عن جريمة قتل خطط لها طفل لم يتخط عمره 12 عاما، وذلك بعدما تحدث له عمه عن الضائقة المالية التي يمر بها وحاجته الشديدة للمال، حيث اتفق الاثنين على اختطاف تلميذ يبلغ من العمر 10 سنوات.

وفي سبيل تنفيذ الجريمة، استدرج التلميذ الضحية بزعم اللهو معه وسلّمه لعمه الذي قدمّ له مأكولات بها "منوم" وعندما راح الطفل في النوم خطفه الاثنين وذهبا به لمكان نائي، وقرر العم مساومة أسرة الضحية على 120 ألف جنيه، لكن الضحية أكد لهما أنه سيروي لأسرته ما حدث، مما جعل المتهم يقرر التخلص منه بخنقه والتخلص من جثته، عن طريق وضعها في جوالين ونقلها في "توك توك" والتخلص منها على حافة الترعة بالقرية.

المتهم الرئيسي "العم" برّر ارتكابه للجريمة بسبب حاجته للمال، مؤكدًا أنه لم يقصد قتل الضحية، إلا أنه خاف منه فقرر التخلص منه خنقًا.

غياب الابن وبلاغ الشرطة

وكان مركز شرطة أبو حماد بمديرية أمن الشرقية تلقى بلاغًا من "علاء.م" 34 سنة، "ميكانيكي" و مُقيم بناحية السعدية، بغياب ابنه، صاحب العشر سنوات، "طالب"، ووجه اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، قاده اللواء عبدالله خليفة، مدير أمن الشرقية، واللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، حيث توصلت جهود فريق البحث الجنائي بإشراف العميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث المديرية، والرائد محمد درويش، رئيس مباحث أبو حماد، توصلت تحرياته إلى أن وراء غياب الطفل "رامي.إ" 22 عاما، "طالب" وابن شقيقه "محمد.ح" 12 عاما "طالب".

وعقب تقنين الإجراءات تم توقيف المتهمين وبمواجهتهما اعترفا بقتل المجني عليه بقصد الاتصال بأسرته والإدعاء بخطفه، ومساومتهم على إعادته مقابل مبلغ مالي كفدية، وأكد الثاني أنه إستدرج المجني عليه بزعم اللهو سويًا ولدى وصولهما أعطاه الأول "مأكولات" دس بها أقراص منومه، وعقب تناول المجني عليه المأكولات إستغرق في النوم فأوثقه وخنقه ووضعه داخل جوالين بلاستيك، ونقل جثته بمركبة "التوك توك" وألقاه داخل كمية من البوص والهيش بطريق العباسية ـ بلبيس الفرعي، وبإرشاد المتهمان تم العثور على جثة المجني عليه، ومركبة "التوك توك" المستخدمة في ارتكاب الواقعة، وشريط أقراص منومة.