غزة - مصر اليوم
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، عن أمله في أن تنجح المحادثات الجارية في تحقيق هدنة في الحرب في قطاع غزة. وحذر غوتيريش من أن الهجوم الإسرائيلي المتوقع على رفح في جنوب القطاع ستكون له «عواقب مدمرة».
واستضافت العاصمة المصرية القاهرة، أمس، اجتماعاً ضم مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين، بحضور أطراف الوساطة التي تضم قطر ومصر، وذلك في محاولة للدفع نحو صفقة جديدة لتبادل الأسرى وإعلان هدنة إنسانية، حسبما أكد مصدر مصري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد».
وأشار المصدر إلى أن الوفد الإسرائيلي يحمل مطالبه المتفق عليها من حكومة نتنياهو والتي ترفض بشكل كامل وقف إطلاق نار شاملاً، وتتمسك بهدنة إنسانية لعدة أسابيع مع السماح بنفاذ المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن وفد إسرائيل غير مخول بإعطاء ردود رسمية على المطالب الفلسطينية، وإنما سينقلها إلى «المجلس الوزاري المصغر».
ووصل صباح أمس مدير المخابرات الأميركية وليامز بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي دفيد برنياع، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير فولك.
وأكد المصدر أن الوفد الإسرائيلي سجل الشروط الفلسطينية للموافقة على إبرام صفقة تبادل، وأبرزها ضرورة وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع، موضحاً أن الجانب المصري يحاول تقريب وجهات النظر عبر مبادرة تدفع نحو إنجاز صفقة للتبادل.
وأشار المصدر المصري إلى أن الجانب الإسرائيلي شدد على أن عدم التوصل لصفقة جديدة لتبادل الأسرى يعني عزمه على القيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية خلال الأسابيع المقبلة، وذلك لمواصلة الضغط العسكري لتحرير المحتجزين في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وتواصل الاجتماع الرباعي في القاهرة بهدف وضع صيغة نهائية لمسودة ترفعها مصر إلى الجانبين، مع الوضع في الاعتبار ملاحظات أطراف الوساطة.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل ثلاثة جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر إلى 232 جندياً.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصاً احتجزوا في 7 أكتوبر. وسمحت الهدنة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
وأمام المخاوف الدولية من هجوم عسكري واسع النطاق، قال نتنياهو، يوم الأحد الماضي، إن إسرائيل ستفتح «ممراً آمناً» يمكن السكان من مغادرة رفح، دون أن يحدد الوجهة.
وانتقد كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات نتنياهو بشأن إجلاء الفلسطينيين من رفح متسائلاً: «سيتم إجلاؤهم... إلى أين؟ إلى القمر؟».
أمّا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فقال، أمس الأول، إنّ الأمم المتحدة لن تشارك في عملية «التهجير القسري للسكان» في رفح.
كما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل لتوفير «ممرات آمنة» للمدنيين في رفح.
ووسط قلق دولي آخذ في التزايد بشأن المآسي التي يعيشها المدنيون، قال سكان: إن دبابات إسرائيلية قصفت الجزء الشرقي من مدينة رفح خلال الليل رغم أن الهجوم البري المتوقع لم يبدأ فيما يبدو.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت عشرات الفلسطينيين في اشتباكات بجنوب ووسط قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، منهم 30 في خان يونس، وهي مدينة قريبة من رفح على حدود القطاع الساحلي مع مصر. وقال سكان: إن الدبابات الإسرائيلية تقدمت بشكل أكبر في خان يونس من الغرب والشرق مع استمرار القصف.
وأمرت القوات الإسرائيلية النازحين في بعض مراكز الإيواء بالتوجه إلى رفح. لكن دوي قصف الدبابات في شرق رفح تسبب في موجات من الذعر داخل مخيمات بدائية تؤوي النازحين.
قد يهمك أيضــــاً:
روسيا تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول موضوع اتفاقيات مينسك