القاهرة - مصر اليوم
أكدت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الداخلية المصرية، أن تورط أي من عناصرها في الانضمام للجماعات المتطرفة، أو ضلوعها في التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية الأخيرة، كما تردد مؤخرا، أمر مستبعد، في ضوء تضارب الاجتهادات الصحافية عن قيام أحد ضباط الشرطة المفصولين بالاشتراك في حادث الواحات.
ولفتت المصادر، إلى أن رجال الشرطة يتم اختيارهم ضمن معايير مشددة وموضوعية، ويكون ولاؤه الأول والأخير لبلده وعمله، منوهًا بأن التضحيات العظيمة، التي يقدمها رجال الشرطة لهي خير دليل على حسن اختيارهم. من جهتها، تكثف الأجهزة الأمنية المختلفة في وزارة الداخلية من جهودها لكشف جميع خطوط «عملية الواحات»، التي استشهد فيها 16 من ضباط الشرطة، وتعكف على تحليل كافة المعطيات والمعلومات والتقارير الواردة من كل الأجهزة.
وأوضحت المصادر، أن عملية الثأر المصرية من العناصر المنفذة لهجوم الواحات، كسرت ظهر الجماعات الإرهابية على الحدود الغربية، كما ساهمت في كشف كثير من المخططات الإرهابية، التي كانت تستهدف العمق المصري، ووصف مصدر أمني العملية بأنها إنجاز بطولي وملحمي أعاد الهيبة للداخلية وقوى الأمن المصرية، وهو ما أشادت به عدة دول، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي وصفت عمليات اصطياد عناصر الإرهابيين بـ"الضربة الدقيقة"، مشيدة بنتائجها.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل الحادث الإرهابي، الذي أسفر عن استشهاد 16 من رجال الشرطة. النيابة استمعت إلى شهادة الضباط الناجين من الحادث، الذين أكدوا أنهم كانوا في مأمورية بالصحراء الغربية للقبض على إرهابيين، وفور وصولهم للكيلو 135 بطريق الواحات، فوجئوا بإطلاق النيران عليهم بشكل مكثف، ما أوقع إصابات بين صفوفهم. فريق من نيابة أمن الدولة العليا عاين موقع الحادث، كاشفًا عن تدمير عدد من سيارات الشرطة أثناء تبادل إطلاق النيران مع العناصر الإرهابية، كما كشفت المعاينة أن موقع الاشتباكات كان أسفل صخرة عالية استغلها الإرهابيون فى الهجوم على قوات الشرطة، واستهدفوهم بالقذائف، بالإضافة إلى الأسلحة الآلية.
وشهد تنفيذ قوات الجيش والشرطة، عملية عسكرية واسعة، أسفرت عن قتل عدد من المتورطين في الحادث، كما تمكنت القوات من تحرير النقيب محمد الحايس، الذي اختطفه الإرهابيون في "حادث الواحات". وفي اليوم التالي، أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، العميد تامر الرفاعي، توجيه ضربة جوية أنهت على باقي العناصر الإرهابية المتورطة في الحادث.