طالبت نيابة ميلانو، اليوم الاثنين، خلال جلسة إعادة محاكمة رئيس جهاز المخابرات الإيطالية السابق نيكولو بولاري، ونائبه ماركو مانشيني، بالسجن 12 عاماً للأول و10 للثاني بقضية اختطاف إمام مسجد ميلانو السابق أبو عمر المصري، وتسليمه لمصر حيث يقول إنه تعرّض للتعذيب.وذكرت وكالة "آكي" الإيطالية أن بولاري نفى خلال الجلسة ارتباطه أو ارتباط المخابرات بالقضية "الذي تثبته الأوراق المختومة بسر الدولة"، مذكراً بأن عليه الالتزام بعدم إفشاء الوقائع "الموجودة في الأوراق التي تحمل سر الدولة، والتي أكدت عليها الحكومات الثلاثة" لرومانو برودي وسيلفيو برلسكوني وماريو مونتي.يذكر أن الحكومات الإيطالية الثلاث أيّدت مبدأ "سر الدولة" بشأن قضية اختطاف أبو عمر المصري، وخلال الجلسة السابقة لإعادة بولاري ومانشيني في ميلانو، قدّم الدفاع رسالة من رئاسة مجلس الوزراء تؤكد بقاء مبدأ "سر الدولة" على أوراق القضية.ونفى ماركو مانشيني أيضاً صلته بالقضية، وقال إن عليه "واجب الالتزام بأسرار الدولة".وكانت محكمة الاستئناف في ميلانو حكمت الأسبوع الماضي بالسجن 7 سنوات على الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في إيطاليا جيف كاستيلي، وعلى اثنين آخرين من أفراد الوكالة بالسجن 6 سنوات في القضية، بعد أن كانت برّأتهم في المرحلة الأولى من المحاكمة بسبب الحصانة.وكان بولاري ونائبه ماركو مانشيني قد أعفيا أيضاً في وقت سابق من المحاكمة بسبب سر الدولة، لكن المحكمة العليا في روما أمرت بإعادة المحاكمة.كان عناصر من الوكالة الأميركية بـ"التعاون" مع زملاء في جهاز الاستخبارات العسكرية الإيطالية اختطفوا أبو عمر في شباط/ فبراير2003 في مدينة ميلانو، بعد اشتباههم بتجنيده شباب وإرسالهم إلى العراق، وقد تم نقله من المدينة شمال إيطاليا إلى قاعدة رامستين جنوب ألمانيا، قبل أن يتم ترحيله سراً إلى مصر للتحقيق.وقال أبو عمر إنه تعرَّض لـ"تعذيب شديد" في مصر، ثم أطلق سراحه عام 2007، وقام في أعقاب ذلك برفع دعوى على السلطات الإيطالية. وقد حكم القضاء الإيطالي في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من العام قبل الماضي بتعويض مؤقت لصالح إمام ميلانو السابق قدره 1.5 مليون يورو.