«مصعب» أمام عربة الموز

يحاول أن يرسم بسمة على وجهه أثناء لقاء زبائنه، قضى سنوات طويلة في التعليم، حصل على الماجستير في القانون، وانتهى به المطاف مع عربة صغيرة لبيع الموز في مدينة بني سويف الجديدة. مصعب خالد مصطفى، 26 عامُا، بدأ حياته متحملاً مسؤولية أسرة مكونة من والده ووالدته وخمسة أشقاء بينهم فتاتان، وسعى إلى توفير نفقات الأسرة متنقلاً بين أعمال الزراعة والبناء، واستقر به الحال في مدينة بني سويف الجديدة للعمل كبائع موز منذ التحاقه بـ كلية الحقوق.

وقال مصطفى: "منذ نعومة أظافري أتحمل مسؤولية أسرتي، وكنت أجاهد لتوفير نفقات معيشتهم ونفقات تعليمي، حصلت على ليسانس الحقوق بتقدير جيد، ظننت أن الدنيا بدأت تبتسم لي، لكنى لم أستطع الحصول على وظيفة، استكملت الدراسات العليا وحصلت على الماجستير ولم يتغير شيء ولم أجد وظيفة تحفظ كرامتي". 19 عامًا قضاها مصعب في مراحل التعليم، يشعر بمرارة وحسرة حين يرى زملاءه في الكلية حصلوا على وظائف ومناصب محترمة، قائلاً: "بتصعب علي نفسى، وفي إحدى المرات فوجئت بصديق لي تسلم وظيفته في الضرائب وجاء لشراء الموز، وفوجئ بأنني البائع، فبكيت ساعات طويلة حسرة على ما وصلت إليه".

ولم تمنع حسرته على ضياع حلمه وعدم الحصول على وظيفة إصراره على استكمال دراسته والحصول على الدكتوراة، حيث قال: "أنا بأعشق دراسة القانون، ونفسي في شغلانة تناسب دراستي، وهكمّل دراسة للحصول على الدكتوراة يمكن ألاقي شغل أو أسافر للخارج، الواحد مش عارف يلاقيها منين ولا منين، كل شوية المرافق والأجهزة الحكومية تهاجمني، ويحرروا محاضر ضدي ويتحفظوا على الموازين أو العربة، وكأنني مجرم، وأضطر لتغيير الأماكن للهرب منهم، عشان أقدر أوفّر 50 جنيهًا".