إسماعيل هنية

أعلنت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، السر وراء زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية، إسماعيل هنية، إلى القاهرة، في زيارة اعتبرها الكثيرون "مفاجأة"، خصوصًا مع بدء إطلاق العملية الشاملة في سيناء لمحاربة التطرف.

" وكتبت الصحيفة عنوانًا "مصر تدعو حماس لإجراء محادثات حول الأمن مما آثار الشائعات"،  وقالت الصحيفة إن بعض الفلسطينيين يعتقدون أن الزيارة مرتبطة بحرب القاهرة على الجهاديين في سيناء، في حين يقول آخرون إن المقصود منها إنقاذ جهود المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية أو معالجة أزمة غزة الحالية.

وأشارت الصحيفة، في تقريرها، أن الزيارة المفاجئة التي قام بها مسؤولون كبار من حماس إلى القاهرة أثارت موجة من التكهنات بشأن أسباب دعوة مصر للقادة المقاومة في هذا التوقيت، حيث قال بعض الفلسطينيين إن الزيارة مرتبطة بتدهور الوضع الأمني في سيناء، بينما قال آخرون إنه يهدف إلى إنقاذ اتفاق "المصالحة" الذى توسطت فيها مصر بين حماس وفصيل فتح التابع للسلطة الفلسطينية.

وغادر وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية قطاع غزة، يوم الجمعة، إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، ويرافق "هنية" ثلاثة من كبار مسؤولي حماس في زيارته لمصر: خليل الحياة، فتحي حماد، روحي مشتهي.

وأعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح لمدة ثلاثة أيام (بين الأربعاء والجمعة) للمرة الأولى منذ بداية العام.

وقالت "حماس"، إن الزيارة التي تزامنت مع عملية عسكرية كبيرة شنها الجيش المصري ضد الإرهابيين في سيناء؛ جاءت بناءً على دعوة من الحكومة المصرية.

ونوهت الصحيفة، أن الزيارة جاءت أيضًا في أعقاب التقارير التي تفيد بأن السلطات المصرية ساعدت حركة حماس على إحباط مؤامرة تنظيم "داعش" لاغتيال "هنية"، في المقابل لم تنفِ حماس التقارير التي ظهرت للمرة  الأولى في وسائل الإعلام المصرية.

وكانت هذه أول زيارة يقوم بها "هنية" خارج قطاع غزة منذ القرار الأميركي الأخير بضمه إلى القائمة الأميركية للمتطرفين العالميين.

وفي السياق، ذكرت مصادر في قطاع غزة، أمس الأحد، أن المحادثات بين حماس والمسئولين المصريين ستركز على القضايا الأمنية، كما أكدت أن خبراء الأمن المصريين الذين زاروا قطاع غزة ناقشوا مع مسئولي حماس مؤخرًا سبل تعزيز التعاون بين الجانبين على طول حدودهم المشتركة.

وأضافت المصادر، أن "المصريين يريدون من حماس تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود لإحباط الهجمات الإرهابية في سيناء"، متابعًا أن حماس تأمل في أن يدفع التعاون الأمني المصريين إلى المساعدة في حل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني حمزة أبو شنب، إن زيارة وفد حماس إلى القاهرة تهدف أساسًا إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين وخصوصًا على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وأردف "أبو شنب"، أن الزيارة مرتبطة أيضًا بجهود مصر لمنع قطر من استعادة نفوذها على الساحة الفلسطينية.

وألمحت الصحيفة أن قبل ساعات من توجهه إلى القاهرة، تلقى هنية اتصالًا هاتفيًا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي تعهد بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 9 ملايين دولار إلى قطاع غزة.

وأكد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، أن الزيارة جاءت في إطار الجهود المشتركة "للتخفيف من معاناة شعبنا في قطاع غزة".

وتابع "برهوم": أن محادثات مسؤولي حماس في القاهرة ستتناول أيضًا سبل إزالة العقبات التي تعرقل تنفيذ اتفاق "المصالحة" مع فتح الذي وقع في القاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني  2017.

و نوه موسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي حماس، بأن المناقشات ستركز على "أوضاع شعبنا في قطاع غزة ومعاناتهم نتيجة الحصار والعقوبات".

وكشف "أبو مرزوق"، عن أن المحادثات بين مصر وحماس ستركز أيضًا على "صفقة هذا القرن" في الإدارة الأميركية وهي إشارة إلى خطة أميركية للسلام في الشرق الأوسط لا تزال تفاصيلها غير معروفة.