السويس – أبوبكر عبد المعز
سافر الفقيد شريف السواركي من محافظة السويس في زيارة عائلية لأشقائه حسن وسالم في محافظة شمال سيناء، حيث مسقط رأس العائلة، وبعد جلسة عائلية قصيرة، توجه شريف عبد المالك أسالم وشقيقيه، ليؤدوا الصلاة، وفي خسة باغتهم الارهابيون فكانوا من بين 305 فردا نالوا الشهادة في ذلك الحادث الأعنف من ثورة 25 يناير.
"كان ظهري وسندي في الدنيا، ومليش غيره ومش عارف أعمل أيه من بعده" يتحدث عيد بكلمات يقطعها بكاءه، عن شقيقة الأكبر شريف، الذي يقيم معه في السويس، وكان مسؤول عنه وسند يلجأ إليه كلما مر بمشكلة. وأضاف "آخر مرة قابلته كان الأربعاء الماضي، اتصل بيا وطلب مني استعارة حقيبة السفر، ويشير إلى أنه احضر الحقيبة وتوجه إليه وقضى ليلة الخميس مع والدتهما، في جلسة عائلة، ثم غادر كل منهما إلى منزله، بعد أن أخبره شريف أنه سيصلي الفجر ويسافر متبعا خط السير المعتاد من السويس إلى الإسماعيلية ومنها للعريش.
و"اتصل بيا قبل الفجر بربع ساعة، قالي هصلي وأسافر" يقول عيد ويشير إلى أن شقيقه الذي كان عضضا وساعدا بالنسبة له، كان معتادا على أن يطمئنه في السفر، بخاصة أن الاتصالات تنقطع بسيناء بسبب العمليات الأمنية، لكن في تلك المرة كان الاتصالات أكثر عددا، والمدة الزمنية لكل مكالمة أطول "كأنه كان بيودعني".
لكن شريف الذي يبلغ من العمر 37 سنه، لم يغادر بعد الفجر، وإنما تأخر ليودع زوجته وطفليه عبد الله 5 سنوات، ويوسف الذي لم يتم 3 سنوات، وقبل أن ينطلق في الرحلة الأخيرة له، يوضح عيد ويقول "اتصل بيا قبل الظهر قالي أنا في القنطرة هصلي الظهر واطلع علشان شبكة تليفوني بتقطع، وإن شاء الله أما أوصل الروضة هطمنك".
يتوقف عن الحديث قليلا، ليسمم لعينيه وانفاسه بالبوح عما فاضت به نفسه، ثم يكمل الشقيق الأصغر الذي فقد أشقائه الثلاثة قائلا "الاتصالات فعلا اتقطعت، لحد الصبح ابن عمي كلمني وقالي شريف عايز يكلمك دارت بين الشقيقين المحادثة الأخيرة اطمأن فيها عليه وعلى شقيقيه حسن عبد المالك أسليم، وسالم، وطمأنه عيد على والدته وأهل بيته، ثم انهيا المكالمة على وعد بالحديث بعد الصلاة، لكن الحديث انقطع وكانت تلك المحادثة الأخيرة.