القاهرة - مصر اليوم
استيقظ "أحمد" مبكرا، على غير عادته، قاصدا محل عمله لبيع الملابس أسفل العقار سكنه، تلتقط أذناه صرخات طفل يعتدي عليه شخصان بالضرب، فحاول إنقاذه، لتدور مشاجرة انتهت بمقتله "في عز الضهر" بمنطقة إمبابة. الحادية عشرة صباح الإثنين، هدوء يسود شارع الجامع قبيل فتح المحلات التجارية أبوابها في تمام الثانية عشرة "الشارع بيبقى زي المولد لحد 2 بالليل" يصف أحد قاطني المنطقة حالة الشارع مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد.
مع مرور الوقت، بدأ "أحمد الزغاوي"، 30 سنة، في "فرش بضاعته"، قطعها صوت استغاثة طفل لم يتجاوز الـ15 من العمر "شاف اتنين نازلين ضرب في عيل صغير" يشير عمر أحمد، شاهد عيان، إلى أن "أحمد" طالبهما بالتوقف عن ضربه، لكن دون جدوى "كملوا ضرب". لحظات قليلة من النقاش الحاد بين "أحمد" والشابين، طالباه بعدها بالانصراف، لكن مع إصراره "واحد منهم سب الدين"، مما دفعه لصفعه على وجهه، مما تسبب في نشوب مشاجرة بينهما.
الحادية عشرة والنصف صباحا، كر وفر بين "أحمد" وشخص يدعى "أحمد لسعة"، انتهت بإشهار الأخير لسلاح أبيض بينما يمسك "أحمد" بقطعة حديدية للدفاع عن نفسه، يوضح أحد أصحاب المحلات -رفض ذكر اسمه- أن "لسعة" سدد لـ"أحمد" طعنة نافذة بالصدر وأخرى باليد "ضربه في 10 ثواني في عز الضهر". حسب أهالي المنطقة، لم يكتف "لسعة" بفعلته، بل تجمع 3 من أصدقائه، وانهالوا بالضرب على "أحمد" ونجل عمه الذي حضر للدفاع عنه، قبل تدخل الأهالي "لسعة واللي معاه مشيوا ولا كأنهم عملوا حاجة"، يقول شاهد عيان إنهم توجهوا للاطمئنان على "أحمد" الذي كان طريح الأرض. "أحمد كان فايق وواقف على رجله" يؤكد أحد أصدقاءه أنه استند على نجل عمه لمسافة 50 مترا أخبرهم بعدها "مش قادر أخد نفسي"، لافتا بأنهم توجهوا به إلى المستشفى المركزي خلف المطبعة الأميرية، لكن الطبيب المعالج طالبهم بسرعة نقله إلى مستشفى قصر العيني لخطورة حالته.
وهرع نجل عم أحمد لإحضار سيارة على أمل إنقاذ حياته، عاد بعدها بدقائق ليخبره أحدهم "البقية في حياتك.. أحمد مات"، فحاول استلام الجثة لكن طلبه قوبل بالرفض "في شبهة جنائية..لازم تصريح من النيابة". خلال دقائق، انتشر الخبر في أرجاء المنطقة التي اشتحت بالسواد حزنا على "أحمد": "كان جدع ومحترم من أيام ما كان شغال مع أبوه" يشير رمضان حسن إلى أنه منذ فترة تدخل الضحية للدفاع عن فتاة تعمل بإحدى المحلات حاول أحد متعاطي المواد المخدرة التحرش بها. "كان دايما بيقولي صلي وصوم" يؤكد أحمد حلمي أن المجني عليه كان له بمثابة الأب، لافتا بأنه يوم وقوع الجريمة "كان صايم"، مطالبا بالقصاص من المتهمين بقتله "كان ديما بيدعيلي..جه الدور عليا ادعيلك"، يلتقط منه محمد مجدي أطراف الحديث "عمره ما فوت فرض، وكان بيحس باللي حواليه".
أحد أقارب "أحمد" أكد أنه كان متزوجًا وله 3 أطفال هم: "مروان، عبد الرحمن، وحاتم"، مشددا "أحمد عاش راجل ومات راجل.. مش هنسيب حقه". وخلال 24 ساعة، مباحث إمبابة تمكنت من ضبط المتهمين الثلاثة بقتل "أحمد الزغاوي"، خاصة عقب الاستعانة بكاميرا مراقبة أحد المحلات التي رصدت تفاصيل الجريمة بالكامل. ويؤكد أحد قاطني المنطقة، أن المتهمين يتاجرون في المواد المخدرة وبخاصة مخدر "الإستروكس" على مرأى ومسمع من الجميع "دول عيال بتوع مشاكل"، مناشدا أجهزة الأمن بشن حملات مكثفة للإيقاع بتجار المخدرات "كل يوم مشكلة وقتيل بسبب المخدرات".