القاهرة - مصر اليوم
داخل قرية منيل شيحة، عاش الطفل "أمير"، البالغ من العمر ١٠ سنوات، وأصبحت هوايته المفضلة "ركوب الحمار"، وحاول الطفل جاهدًا ممارسة هوايته يوميا بعد عودته من مدرسته فاعتاد الذهاب لامتطاء "حمار" أحد أهالي قريته ولكن في هذه المرة قاده القدر إلى راعي الغنم الذي سجل نهاية عمر الصغير، وقضى على طفولة أمير، فالطفل الهادئ المحبوب من أهالي قريته والذي لم يبخل عليه أحد بشيء أنهت حياته عصا راعي الغنم.
"فعلى الرغم من أن أمير لم يكن نجلي إلا أنني حاولت مررًا وتكرارًا إبعاده عن راعي الغنم المعروف بغلظته".. بهذه الكلمات يروي" عم سيد" زوج والدة المجنى عليه تفاصيل الحادث قائلا: منذ عامين وأمير متعلق بركوب الحمار فكل صباح يرتدي ملابسه ويذهب إلى مدرسته ويعود بعد الظهر يتناول وجبة الغداء بصحبة شقيقه محمد ووالدته ويترك المنزل يبحث عن حمار أحد أهالي القرية.
وأضاف "حاولت منعه وطالبته بالتركيز في دراسته ولكنه لم يستجب لأحد، وطلب من والدته شراء حمار ولكن لا أحد يستجيب لكلام الصغير"، ومنذ عدة أشهر قام راعي الغنم بالاعتداء عليه وتعنيفه بسبب امتطاء الحمار الخاص به، فقامت والدته بالذهاب إليه وطالبته بعدم الاعتداء عليه مرة أخرى حتى أن جاء اليوم المشئوم.
اقرأ أيضًا:
استئناف القاهرة تحيل تزوير محاضر قضية إلى النيابة العامة للتحقيق
وتابع: "يوم الأحد الماضي الساعة تعلن الـ 12 ظهرا خرج أمير متوجها إلى " عشة" راعي الغنم واستقل الحمار وذهب به إلى داخل القرية مما آثار غضب راعي الغنم وبدأ يبحث عن الصغير هنا وهناك وبعد ساعات طويلة عاد أمير إلى العش مرتديا الحمار فإذا بالراعي في انتظاره.
وأضاف: ما أن لمح المتهم الطفل راكبًا حماره حتى انهال عليه بالعصا وعذبه داخل العشة، وحين حاول البعض إنقاذ الصغير بعد سماعهم صراخه، صاح فيهم "محدش ليه دعوة ابني وبربيه" ومع استمرار التعذيب لفظ الصغير أنفاسه الأخيرة، ما أصاب المتهم بحالة من الذهول فقام بحمل الطفل والتوجه به إلى أحد المستشفيات وإلقائه وفر هاربا، حيث أكدت والدة المجني عليه إن المتهم اعتدى على طفلها بالضرب والتعذيب بعدما فشل في استخدامه في العمل معه.
تلقى قسم شرطة أبو النمرس بلاغا من مستشفى بالمنطقة، العثور على جثة طفل في العقد الأول من عمره مصاب بكدمات بالوجه والرقبة، على الفور تم عمل التحريات اللازمة وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة "رجب. م. س" راعي أغنام، تم القبض عليه وإحالته للنيابة لتولى التحقيقات.
وخلال تحقيقات النيابة العامة اعترف المتهم بقتل المجنى عليه بقتل الطفل بحجة سرقة ٣ أغنام من المتهم، وبعد استدعاء شهود العيان لسماع أقوالهم تبين أن سبب الواقعة قيام الصغير بامتطاء حمار المجني عليه وليس بدافع السرقة كما زعم المتهم، وتم حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية وكلفت بسرعة إجراء تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة.
قد يهمك أيضًا:
حبس عصابة تزوير المحررات الرسمية للتسفير بطريقة غير شرعية
الرئيس السيسي يصدر قرارات تعيينات في النيابة العامة والمحاكم