اثار دماء مجزرة الحوامدية

أدلى المزارع المتهم بواقعة "مجزرة الحوامدية"، التي شهدتها مدينة الصف، فجر الجمعة، باعترافات تفصيلية أمام النيابة العامة.

وباشرت نيابة الصف الجزئية بإشراف المستشار محمد سراج، المحامي العام، التحقيقات في الواقعة، وأمرت بسجن المتهم أحمد.ف، 24 سنة، والحاصل على دبلوم فني صناعي، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت للمتهم ارتكاب جرائم القتل العمد، وحيازة سلاح ناري من دون ترخيص، وترويع المواطنين.

وتحفظت النيابة على السلاح المستخدم في الواقعة، وهو بندقية خرطوش تركي الصنع عيار 12 مم، والتي ضبطته بحوزة المتهم.

وأظهرت معاينة النيابة التصويرية لمكان الواقعة، وسط حراسات أمنية مشدّدة، إذ تمركزت سيارات الأمن المركزي أمام شارع النهضة داخل قرية منى الأمير في الحوامدية، خشية حدوث أي أعمال شغب، أن الدماء تناثرت بأرجاء مدخل المنزل الذي شهد "المجزرة العائلية"، التي قتل خلالها المتهم, جدته وزوجة عمه وابنتها الكبرى، وأصاب عمه واثنين من أبناء شقيقته، وتبيّن أنه الحوائط رشقت بثقوب متباعدة، كما عثر على بقايا زجاج مبعثرة عند مدخل المنزل المكوّن من 3 طوابق.

وتبيّن من خلال المعاينة أن القتلى الـ3، عثر عليهم في صالة المنزل في الطابق الأول، كما تبيّن نقل المصابين الـ3 إلى مستشفيي الحوامدية، والبدرشين العام.

وأوضحت التحقيقات أن المتهم ارتكب الواقعة إثر خلافات مع عائلته فرحات على منزل مساحته 75 مترًا، وهو الذي شهد المذبحة، وإثر الواقعة أصبح المنزل من دون سكان.

وقال شهود العيان، للنيابة، إن المتهم أمسك بسلاحه وأطلق النيران تجاه أفراد عائلته بغرض قتلهم واحدًا تلو الآخر "ضرب النار بشكل عشوائي يخوّف"، وأضافوا أنهم خشوا من الاقتراب من منزل عائلة فرحات لأن المتهم هددهم هم أيضًا "اللي هيقرب منّي هقتله

وذكر الشهود، خلال التحقيقات، أنهم سمعوا أصوات مشاجرة بين المتهم وعائلته فجرًا، لكنهم ظنوا أن المجني عليهم كانوا يطالبون المتهم بعدم الجلوس أمام المنزل وتعاطي المواد المخدرة ,وبعد دقائق من أصوات المشاجرة استمع الجيران لأصوات إطلاق النار.

وأشار شهود العيان، في التحقيقات، أن المتهم أكّد لهم أنه في انتظار قدوم الشرطة، وحذّرهم مرارًا من الاقتراب منه قائلًا "أنا قاعد جنب الجثث لحد ما الشرطة تيجي، لافتين أن المصابين كانوا يصرخون متألمين من الرصاص

وانتقل رجال الشرطة إلى مكان الواقعة في غضون نصف ساعة وعثرت على جثث القتلى في كل مكان».

واعترف المتهم خلال التحقيقات، بارتكاب الواقعة، وقال إنه قرر التخلّص من عائلته حتى يخلي المنزل خلاص البيت هيبقى فاضي، والناس اللي فيه يتقتلوا، واللي يعيش يبقى عاجز، مضيفًا أنه كان يعاني من ظلم تقسيم المنزل، وهو متزوج ولديه طفل عمره 3 سنوات».

وأشار المتهم أنه يوم الواقعة وقعت مشاجرة بينه وبين عائلته وقت أذان الفجر، فقرر قتلهم بسلاحه الخرطوش، وانتظر قدوم الشرطة إلى جوار جثث القتلى، ولم يقاوم القوات حين تم توقيفه ، وسلّم سلاحه.

وأسفرت الواقعة عن مقتل جدة المتهم سعاد.ع.ق، 80 سنة، وزوجة عمه أمل, 50 سنة، وابنتها «منة»، 16 سنة، وإصابة عمه جمال.ف، 50 سنة، عامل برش خرطوش بالذراع الأيسر، وابنة عمه نورا.ا، 18 سنة، برش خرطوش بالبطن، وشقيقها مروان, 7 سنوات، بجرح متهتك بالساق اليمنى والذراع الأيمن، وجرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.