عبوة يدوية ناسفة

وإن كان أمرًا غريباً، إلا أنه يظل عادياً أن تنشب مشادة كلامية بين جارتين، بسبب دخول "قطة" إحداهن منزل الأخرى، ويبقى أمرًا متوقعاً أيضاً أن تتطور هذه المشادة إلى مشاجرة يتراشق خلالها الطرفان زجاجات المياه الغازية والحجارة، أما غير العادى ودون المتوقع أن تنتهى هذه الخناقة بتفجير قنبلة تصيب المارة؛ ما سبق ليس مشهداً سينمائيًا لكنّ واقعة حقيقية دارت أحداثها بمنطقة المعتمدية في كرداسة بمحافظة الجيزة.

وألقت طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا، عبوة يدوية ناسفة، خلال مشاجرة مع جيرانها بكرداسة بسبب خلافات الجيرة، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص. وضبط رجال المباحث طرفي الخناقة، وأحالوهم لنيابة كرداسة للتحقيق. 

حل السكون أخيراً على المنطقة، وبالأخص على المنزلين المتلاصقين، اللذين كانا من ساعات قليلة، مسرحاً لخناقة انتهت بتفجير قنبلة؛ وفيما كان أحد البيتين مغلقاً بقفل حديدي من الخارج، لأن ساكنيه يقبعون خلف القضبان متهمين بحيازة وتفجير عبوة ناسفة، وقفت سيدة رفقة بناتها في شرفة المنزل، وتبين أنهن الطرف الثاني في المشاجرة. في البداية رفضت السيدة والبنات، الحديث، مكتفيات بقول "كل حاجة عند النيابة"، ثم بدأن في تذكر تفاصيل الخناقة؛ قالت الأم: "إحنا اتحملناها كتير، ويوم الحادثة القطة بتاعتها دخلت عندنا وتبولت في البيت، فعاتبتها على ذلك، وطلبت منه السيطرة على "القطة"، فتطاولت عليَّ وعلى بناتى بأبشع الألفاظ، ونشبت مشاجرة حتى فوجئت بابنتها تلقي قنبلة علينا، ومحسناش بحاجة بعدها".

وحسب ما يتذكر أحد الجيران، فإن عقارب الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر ظهر الثلاثاء الماضي، وفجأة قطعت الهدوءَ الذى يسود المنطقة، أصواتُ مشاجرة بين سيدتين، بسبب دخول "قطة" إحداهن منزل الأخرى، فتدخل الجيران وتمكنوا من احتواء الموقف والفصل بينهن.

وبعد مرور ساعة، تجددت المشاجرة مرة أخرى، فسارعت "أسماء.م" (15 سنة) ووالدتها لإغلاق باب المسكن، وصعدتا للطابق الثاني، بينما وقفت الأخرى رفقة بناتها أمام المنزل، وتبادلن السباب وإلقاء الحجارة وزجاجات المياه الغازية على بعضهن، وفقًا لجار الطرفين. "اكسروا الباب وهاتوا الحريم اللي فوق"، هذه الكلمات من "محمود.ع"، زوج السيدة الثانية، كانت نذير الحرب، إذ سارعت النسوة المتواجدات في الشارع، لكسر إحدى نوافذ منزل جارتهن، وأثناء ذلك انفجرت عبوة بدائية الصنع أصابت 7 أشخاص بينهم أطفال.

لم يستطع "أشرف" (شاهد عيان) الجزم بمصدر القنبلة، ولكنه يتذكر لحظة انفجارها، حيث حاول أحد الشباب المتواجدين حملها، وإبعادها بعد العثور عليها، إلا أنها انفجرت وأصابت عدداً من المتواجدين. فى البيت المجاور، جلست سلمى، إحدى المصابات (7 سنوات) رفقة زوجة عمها؛ تتذكر الطفلة عن لحظة الانفجار: "أثناء المشاجرة كنت بلعب في الشارع، وفجأة انفجرت القنبلة، ومحستش بحاجة بعدها".

وكان مركز شرطة كرداسة تلقى بلاغًا بنشوب مشاجرة بين عدد من الأشخاص، وبإجراء التحريات تبين للمقدم إسلام سمير، رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة، أن مشاجرة نشبت بين "أسماء. خ" (15 سنة) طالبة ووالدتها، وبين 4 من جيرانها، بسبب خلافات الجيرة، مما دفع الطالبة لإلقاء عبوة ناسفة يدوية الصنع أسفرت عن إصابة بجروح وبرش خرطوش، وتم نقلهم إلى مستشفى قصر العيني. وبضبط طرفي المشاجرة، اعترفت الطالبة بحصولها على العبوة من عمها "خميس. ع" مزارع مقيم ببنى سويف، فقررت نيابة كرداسة حبسها ووالدتها وشقيقتها 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامهم بحيازة مفرقعات وإصابة المجني عليه.