سوزان مبارك

كشف مقدم البرامج الدينية بالتليفزيون المصري سابقًا الإعلامي تهامي منتصر، عن تفاصيل مكالمة هاتفية أجرتها معه سوزان مبارك، قرينة الرئيس الأسبق حسني مبارك أبدت خلالها إعجابها الشديد بالداعية الإسلامي الراحل، الشيخ محمد الراوي.

ويحكي منتصر عن بداية تعريفه بالراوي للمشاهدين في مصر وكان وقتها نجمًا متألقًا مشهودًا ومشهورًا في السعودية التي قضى فيها نحو 37سنة أستاذا بكلية علوم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود، بعد أن أعدم نظام عبدالناصر خاله وصهره قائد الفدائيين في "الفلوجة" الشيخ محمد فرغلي.

وقال منتصر إنّه "لم أسمع به ولم أكن اعرفه وربما لايعرفه إلا نفر قليل جدًا في مصر ممن عملوا في الرياض فاستمعوا لخطبه أو استمعوا لأحاديثه بإذاعة القرآن بالمملكة خاصة برنامجه الأشهر "كلمة الحق في القرآن"، في مكتب نائب رئيس تحرير "آخر ساعة" الكاتب الصحفي الإسلامي حامد سليمان رحمه الله، كنت أحتسي أول وآخر فنجان قهوة في حياتي ضيافة منه، فسألني، هل تريد ضيفًا مهمًا قويًا لبرنامجك التلفزيوني"، واستطرد "بالأمس كنت في دار الزهراء للإعلام فشاهدت رجلاً عملاقًا في فكره اسمه الشيخ محمد الرواي بس مش عارف إذا كان مصري ولا سعودي، لأن لكنته سعودية جدًا، ووعدني بعد ساعات يأتيني بهاتفه في المنزل فلم يكن الجوال ظهر بعد، إلتقينا في بيت الشيخ بعد مكالمة طويلة وبعد أسابيع قلب الشيخ فيها فكره، ثم توكل على الله واستقبلني في بيته في مدينة نصر، وبدأنا حلقة أولية أجس فيها النبض، وأتعرف على الضيف فإذا نهر ينساب عذبًا، وفي لحظات يتحوّل إلى إعصار مدمر بحماسه وقوته في الحق، في هذا الوقت كل ضيوف التلفزيون مسجلين أمنيًا ولهم تصاريح خاصة ولا يسمح لأحد بالدخول دون تصريح أمني، كنت على استثناء بقرار السيدة سهير الإتربي ومساعدها المخرج محمد عويس مخرج "نور على نور"، فقد أسندا إليّ مهمة اكتشاف وجوه جديدة بعيدًا عن قائمة الأمن ثقة فيّ، قلت لاحاجة لنا باستوديو ماسبيرو وهو في الحقيقة لايمت لاستدويوهات التلفزة بصلة ،4متر ×4متر، وإن كان عاجبك اشتغل فالبرامج الدينية لقيطة لا أب لها في ماسبيرو إلا محمد عويس رحمه الله يحاول إنقاذها من الغرق".

وعن رد الفعل على أول ظهور للشيخ الراوي في التليفزيون المصري، قال منتصر "استقبل المشاهدون حلقاته بانبهار بشخصيته وعلمه وجرأته، وكنت أستعد له على الخصوص عملاً بنصيحة أستاذي أحمد فراج فقد قال لي إنه كان يقرأ نحو 16 ساعة في موضوع الحلقة قبل لقاء مولانا الشعراوي في "نور على نور"، وكنت اقرأ 6ساعات بخلفيتي الأزهرية"، غير أنه والكلام لمنتصر "بدت شخصية الراوي عصبية جدًا تستثار بسرعة فائقة وهو مملوء بآهااااات أنضجتها الأحداث والسنون في الغربة، فاستعنت بالله وأقدرني الله على احتواء الشيخ وقطع انفعاله بهدوء تعودنا عليه مرة بعد مرة حتى صرنا نفهم بعضنا بنظرة خاطفة وبذكاء شديد عرف الشيخ بتعليقه أهااااه هي أهااااا هو أأقول كمان ،، وكان يعني ولايمكن قوله خوفا من مقص الرقيب والأمن"، وأشار إلى أنه في إحدى حلقات برنامجه وكانت عن "العمل كطريق للتقدم والازدهار، إذا بالشيخ يطرح خلية النحل نموذجًا للعمل والتفاني والنظام والنتائج شهد أبيض، وقال: اسمع ياتهامي وما تخافش واوعي تقاطعني، زي ماشفت كل واحد في الخلية عارف شغله وبيؤدي واجبه والملكة مسيطرة بقوة علي أفراد الخلية، زي الدولة: لو أنت مش قادر تسيطر، وانفعل جدًا جدًا، على البلد يا أخي سيبها وارحل وريحنا، بسرعة استدركت عليه وقلت طبعًا فضليتك تقصد بالبلد خلية النحل التي نتحدث عنا، فرمقني بنظرة ولم يرد"، وكانت المفاجأة أن "الحلقة أذيعت بعد أيام ولا أعرف كيف نامت عين الرقيب ، سهوًا أم قصدًا، وفي اليوم التالي وبينما أتهيأ للنزول من المترو في محطة عبد الناصر، ربت على كتفي رجل لا أعرفه ورمقني بنظرة أخرى وقال: قول للشيخ الراوي رسالتك وصلت، فهل كان رجل أمن للمتابعة، الله أعلم"، وفق رواية منتصر.

وكشف منتصر أنه في عام 1992، استدعاه صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها، إلى مكتبه، وكان مذيع البرامج الإسلامية الأول في التليفزيون المصري بعد سفر الإعلامي الشهير أحمد فراج أمينًا عاما لاتحاد الإذاعات العربية في جدة، وقال إنّ "الشريف سألني خلال تلك المقابلة عن الراوي الذي تشرفت باكتشافه وتقديمه: الشيخ الراوي سعودي ولا مصري؟ قلت من قرية "ريفا" في أسيوط يا معالي الوزير، قال: طيب شوف مشكلته مع الأمن، وخلصها لأن السيدة سوزان مبارك معجبة به جدًا، ومعلوماتي أن خاله الشيخ محمد فرغلي أعدم مع سيد قطب، قلت صحيح يافندم، تم تصحيح العلاقة الأمنية بفضل الله ليستمر معي حصريًا علي برنامجي "روضة الإسلام" الذي كان يذاع على القناة الثانية، وبعدها بشهور استدعتني السيدة سوزان مبارك لمقابلتها بالقصر، كنت في قريتي مشيرف بالمنوفية أزور أمي وأبي، اتصلت بي زوجتي المذيعة حنان عسكر، بأن استعد للسفر فورًا وحالاً، مكتب السيدة سوزان مبارك طلبك مرتين، وقلت لهم إنك في القرية وحدد الساعة 6 لتكون بجانب التلفون عشان الهانم عايزة تكلمك، وصلت في الرابعة وعند السادسة اعتذر الياور وأخبرني الهانم برفقة حرم رئيس، في الأوبرا الآن وفي الحادية عشرة مساء ستتصل بك"، وفي الوقت المحدد تلقى منتصر، اتصالاً من قرينة الرئيس، الذي هاتفته، قائلة: "مساء الخير يا أستاذ تهامي، أنا بأحييك على موقفك من قضية المرأة وبأشكر ضيفك المحترم الشيخ الراوي، كلامه عن المرأة محترم ومشجع وأسعد كل أعضاء المجلس القومي للمرأة بلغه تحياتي وأشوفك قريبًا، تحياتي"، وكان تعلق بذلك على حلقة مخصصة عن المرأة كانت قد أذيعت قبل أسابيع من تلك المكالمة، و"فيها أبدع الراوي في وصف عظمة الإسلام في إنصافه وتكريمه للمرأة، بعد قليل جدًا عاد ياور الرئاسة للاتصال بي، أستاذ تهامي انت منين، من الباجور منوفية ،.ااه إحنا بلديات بقى وأنا من عرب الرمل قويسنا ،.اسمع بعد بكره الساعة 5 في القصر الفلاني تيجي تقابل السيدة حرم الرئيس ولك تصريح خاص بالباب، حاضر يافندم، هو فيه ايه؟ ماعرفش بكره هتعرف"، لكن حدث ما أفسد اللقاء، كما يروي منتصر، قائلاً: "لأني رجل ملتزم بالمبادئ وأصول العمل قررت إطلاع السيدة رئيسة التلفزيون الأستاذة سهير الإتربي وهي صديقة وصاحبة فضل كبير علي في عملي بالتلفزيون، فاتصلت أخبرها بما حدث طوال اليوم خاصة اتصال الهانم وموعد القصر، أسقط في يدها لا أعرف لماذا، في اليوم التالي ذهبت للتلفزيون فاستدعاني محمد غالي رئيس القناة الثانية، وكأني فارس فتح عكة، وسؤال ورا سؤال عملت إيه مع الهانم، وقالت لك إيه، وأصدر أمرًا بإذاعة البرنامج في وقت متميز 7 مساء بدلا عن 11 صباحًا، رغم أنه هو من اعترض علي برنامجي في روضة القرآن في السنة الرابعة قائلاً: "هو مفيش غير الزفت بتاعك ده"، وأضاف "عشت فرحة عمري يومًا وما كنت أدري أنها قصيرة جدًا، فلم تنم صديقتي وحبيبتي سهير الإتربي حتى وصلت للياور مدير مكتب الهانم، وبحدة وعصبية ، أنت اتصلت بتهامي منتصر مباشرة ليه يافندم ، مش هو موظف عندي، والمفروض سيادتك تطلبه مني وعن طريقي، مش دي أصول العمل برضه"، وأثار ذلك غضب ياور الرئاسة، "الذي هاج وماج، وفوجئت بتليفون منه يعنفني، أنت ليه أبلغت سهير باتصالنا بك، لو كنا عاوزين نبلغها كنا طلبناك عن طريقها، الموعد ألغي ومفيش لقاء مع الهانم، ضيعت فرصة عمرك"، كما ينقل عنه منتصر، ومن ثم "عادت ريمة لعادتها القديمة وتغيرت معاملتي بالقناة للأسوأ"، وفق روايته